لا زال المجتمع المغربي يعيش تحت وقع الصدمة والذهول لما يشهده من انتشار خطير لظاهرة الاغتصاب والتحرش، و التشهير بها عبر مواقع التواصل الإجتماعي من طرف المجرمين ، خاصة وسط صفوف الأطفال والتلاميذ، الشيء الذي يأثر سلبيا على صحتهم النفسية والجسدية وعلى حياتهم المستقبلية ، وهو ما يطرح عدة تساؤلات عن أسباب انتشار ظاهرة الاغتصاب في المجتمع المغربي؟ وما مدى تأثيرها في نفسية الضحايا ؟ أصبحت الاعتداءات التي تتعرض لها المرأة والأطفال داخل الأسرة، والعمل والأماكن العامة تتخذ بعدا خطيرا ، حيث كشفت هيئة الأممالمتحدة للمرأة أن 4،6 مليون امرأة مغربية تعرضن للعنف النفسي، و 3 ملايين تعرضن لمساس بالحريات الفردية، و1،4 مليون تعرضن للعنف الجسدي ، فيما سجلت تعرض 827 ألف امرأة لعنف جنسي، و181 ألف لعنف اقتصادي، في الوقت الذي سجل فيه التقرير السنوي الأول للمرصد الوطني للعنف ضد النساء أن أكثر من 80% من النساء المعنفات تتراوح أعمارهن ما بين 19 و48 سنة، وأن أكثر من 46% من النساء اللواتي تعرضن لمختلف أشكال العنف متزوجات، وما يقارب 25% أرامل، وأكثر من 50% ليس لهن سكن مستقل و23% تعشن بشكل مستقل ، ، فيما أشارت المعطيات المسجلة لدى وزارة العدل إلى أن 9.9 في المائة سنة 2016 و10 في المائة سنة 2015 من القضايا المسجلة هي حالات لاعتداءات جنسية ارتكبت بشكل رئيسي من قبل أشخاص راشدين بنسب تصل إلى 96 في المائة من الحالات. عبد الجبار شكري الباحث في علم الإجتماع وأستاذ في علم النفس أوضح أن أسباب ظهور هذه الظاهرة السوسيولوجية "الاغتصاب "يرجع لتغير جدري في نظم و قيم المجتمع المغربي على عدة مستويات ، خاصة على مستوى المرجعية الدينية ، التي عرفت انهيارا في منظومتها ، حيث أصبح مفهوم الدين غائبا ، ولم يعد للشخص قيمة دينية وأخلاقية تحده على هذه الممارسات . وأكد الباحث في علم الإجتماع أن الشخص الذي يقوم باغتصاب امرأة أو طفل في الشارع ، شخص مريض جنسيا ، يعاني من خلل في عدم التوازن النفسي والشذوذ جنسي ، معتبرا أن النكهة الجنسية مبنية على تهيئة نفسي وطقوس في الممارسة لدى الإنسان العادي ، الشيء الذي يغلب عند المجرم الذي تصاحبه نشوه جنسية أثناء ممارسة طقوسه الإجرامية ما يدل على حالته المرضية . وأرجع هذه الأفعال الإجرامية إلى غياب وجود ترسانة قانونية ، مشددا على وجوب عقوبات قانونية مشددة ورادعة للمغتصب مع إخضاع هذا الأخير العلاج النفسي أثناء فترة العقوبة . وأشار أن الأشخاص الذين يقومون يمثل هذه الأفعال يكون لديهم شعور بالعظمة في الوقت ذاته يعيشون حالة اضطهاد بسبب العيش تحت القمع والتحقير ..) بحيث يحاول ن يعوض ذلك النقص باقترافه لمثل هذه الأفعال التي يعبر فيها عن عظمته . وأضاف أن هذه السلوكات الإجرامية تأثر بشكل سلبي على الضحايا حيث تحس المغتصبة بالإهانة لكلرامتها وهو ما يؤدي للإكتئابها وخوفها من الأخر، قد يصل إلى حالة الانتحار .