حملة طرد واسعة تلك التي شملت عددا كبيرا من الدبلوماسيين الروس،على خلفية قضية الجاسوس السابق سيرغي سكريبال، الذي تتهم بريطانيا السلطات الروسية بتسميمه في مدينة سالزبوري. حيث قررت كل من الولايات المتحدةالأمريكية و كندا بالإضافة إلى 14 دولة أوروبية طرد عدد كبير من الدبلوماسيين الروس،وقامت بريطانيا بطرد 23 دبلوماسيا روسيا من أراضيها، دون تقديم أي دلائل تدعم اتهاماتها، كما أنها أعلنت عن اتخاذ إجراءات أخرى معادية لروسيا. أما القرار الأميركي فقد جاء بطرد 60 دبلوماسيا روسيا وتضمن إغلاق القنصلية الروسية في سياتل، ومنح الدبلوماسيين الروس المطرودين سبعة أيام لمغادرة الأراضي الأميركية. فيما أعلنت أوكرانيا طرد 13 دبلوماسيا،موضحة أنها اتخذت هذا القرار "في إطار التضامن مع شركائنا البريطانيين وحلفائنا الأطلسيين وبالتنسيق مع بلدان الاتحاد الأوروبي". وغير بعيد عن بلدان الاتحاد الأوروبي،خرجت الخارجية الألمانية ببيان قالت فيه؛ إنها "طردت" الدبلوماسيين الأربعة على خلفية "استمرار روسيا في عدم التعاون مع التحقيقات" البريطانية حول الهجوم على العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا (33 عاما) في سالزبري جنوب غرب بريطانيا في الرابع من مارس الجاري. أما فرنسا و بولندا فقد طرد كل واحد منهما 4 دبلوماسيين،فيما طردت كل من جمهورية التشيك و ليتوانيا 3 دبلوماسيين ، بالإضافة إلى طرد دبلوماسيين إثنين في كل من الدول الأربعة ؛إيطاليا،هولندا،الدنمارك،إسبانيا و أستراليا . ومن جهته قررت كل من استونيا،لاتفيا،السويد،رومانيا،فنلندا،كرواتيا و المجر طرد دبلوماسي واحد في كل من هذه الدول. وأمام حملة الطرد الواسعة هاته، أكدت الرئاسة الروسية أن موسكو ستنطلق من مبدأ الرد بالمثل في تعاملها مع طرد عشرات الدبلوماسيين الروس من مجموعة دول أجنبية و وصفت تصرفهم ب"الجائر". وقال المتحدث باسم الكرملين، "دميتري بيسكوف"، في تصريحات صحفية أدلى بها الاثنين 26 مارس: "يجب علينا تحليل الوضع الذي يتشكل على خلفية إعلان القرارات حول طرد عدد من دبلوماسيينا من بعض الدول الأجنبية، وسيجري العمل الأساسي في وزارة خارجيتنا، ومن ثم سيتم عرض المقترحات الخاصة بهذه القضية والخطوات الجوابية على الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين)". وأوضح بيسكوف أنه "بالطبع ستنطلق موسكو، مثل ما كان في سابق، من مبدأ الرد بالمثل"، لكنه لفت مع ذلك إلى أن القرار النهائي سيتخذه رئيس الدولة الروسية". وأثارت قضية تسميم العقيد السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، سيرغي سكريبال، وابنته يوليا، في مدينة سالزبوري البريطانية يوم 4 مارس،موجة غضب واسعة في العالم . وذكر أن سيرغي سكريبال، العقيد السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية الذي أدين في روسيا بتهمة الخيانة العظمى، وابنته يوليا، تعرضا يوم 4 مارس، وفقا للجانب البريطاني، لتأثير مادة مشلة للأعصاب. وتم العثور عليهما مغمى عليهما قرب بيتهما في مدينة سالزبوري (جنوب غرب بريطانيا) حيث كان يقيم بعد منح لندن اللجوء السياسي له، إثر الإفراج عنه في روسيا في إطار عملية تبادل جواسيس بين روسيا والولايات المتحدة في العام 2010. وأعلنت بريطانيا لاحقا أن المادة السامة من نوع "نوفيتشوك" تم تطويرها في روسيا، متهمة موسكو بالوقوف وراء محاولة اغتيال سيرغي ويوليا سكريبال، فيما نفت الحكومة الروسية قطعا الاتهامات الموجهة إليها، مشيرة إلى عدم وجود برامج خاصة بتطوير المادة المذكورة لا في الاتحاد السوفيتي السابق ولا في روسيا. وفتحت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، يوم 21 مارس، تحقيقا في القضية، وبدأت بتحليل المادة، التي تسمم بها سكريبال وابنته.