في سياق الاحتفال باليوم العالمي للأرض والبيئية وفي إطار الأنشطة المنظمة على الصعيد الوطني إسهاما في المشاورات والحوارات القائمة حول مشروع الميثاق الوطني للبيئية والتنمية المستدامة ومن أجل إعطاء بعد واقعي وإجرائي لأنشطة الحياة المدرسية لاسيما ما يتعلق منها بأنشطة التربية البيئية، تم بمدينة كلميم تنظيم المخيم البيئي الجهوي الأول بالمركز الجهوي للتكوين المستمر من طرف كل من النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بكلميم والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميمالسمارة، وكان ذلك خلال الفترة الفاصلة ما بين 16 و23 من شهر أبريل تحت شعار: ” البيئة، مسؤولية أجيال الحاضر والمستقبل”. وقد عرف هذا المخيم مشاركة ما يقارب 50 تلميذا وتلميذة أطرهم 20 مؤطرا ومنشطا تربويا. تضمن البرنامج العام لهذا المخيم مجموعة من الأنشطة التربوية والتكوينية والتأطيرية والتحسيسية، فيما توزع التلاميذ المشاركون على خمس ورشات عملية هي: ورشة الصحة والبيئية، ورشة الصحافة المدرسية البيئية، ورشة المعامل التربوية البيئية، ورشة المسرح المدرسي البيئي، ورشة الأنشودة التربوية البيئية. حيث عملت كل ورشة على حدة على إعداد منتوجات تتعلق بالدعوة إلى الحماية البيئية والتحسيس بجسامة المخاطر التي تهدد التوازن البيئي، هكذا اشتغلت ورشة الصحة والبيئة على إعداد الميثاق البيئي للمخيم ومجموعة من المطويات التحسيسية بقضايا البيئة، وتكلفت ورشة الصحافة المدرسية البيئية بالتغطية الإعلامية لفعاليات الملتقى بإعداد قصاصات خبرية عنه فضلا عن إنجاز شريط إخباري حوله وإعداد شريط وثائقي حول حماية البيئة بعنوان: “أصدقاء البيئة”، وبدورها اشتغلت ورشة المسرح المدرسي على نص مسرحي بيئي هادف بعنوان: “المسار”. فيما اهتمت ورشة الأنشودة التربوية البيئية بالاشتغال على مجموعة من الأناشيد باللغتين العربية والفرنسية والتي تصب مضامينها الشعرية والموسيقية على الدعوة إلى حماية البيئة، وعملت ورشة المعامل التربوية البيئية على تحويل مجموعة من الأشياء التي ترمى في مطارح النفايات وتشكل خطرا على البيئة إلى ذوات أشياء ذات قيمة في حياة الإنسان. وعلى هامش هذا المخيم، تم تخصيص يوم للخرجات الإيكولوجية، حيث تمت بداية زيارة المعهد التقني الفلاحي بمدينة كلميم ( أنشئ سنة 1984) ويعتبر المؤسسة التكوينية الوحيدة في المجال الفلاحي بالجهة ككل، والاستماع إلى شروحات مؤطري هذا المعهد الذين تحدثوا للمشاركين عن أهدافه في ميدان التكوين والتأطير الفلاحي ونظام الدراسة به نظريا وتقنيا وكيفية ولوجه. بعد ذلك تم الانتقال إلى الضيعة الفلاحية النموذجية بمنطقة تيليوين والتي تمتد على مساحة إجمالية تقارب 50 هكتارا والمتخصصة في إنتاج مجموعة من المنتوجات الفلاحية الموجهة للتصدير الخارجي ومنها أوراق الهليون أو السقوم كما يعرف محليا، وتم هنا التعرف عن قرب على العديد من التقنيات الفلاحية الجديدة والتي لا تشكل ضررا على البيئة مثل طريقة اقتصاد استعمال مياه الري بواسطة السقي بالتنقيط أو السقي الموضعي. كما تم الوقوف عند المؤهلات الطبيعية والسياحية التي يزخر بها وادي أسكا بجماعة تاركا واساي ( عمالة كلميم) باعتباره معلمة طبيعية زاخرة بأنواع عديدة من الغطاء النباتي حيث اطلع المستفيدون هنا على ظاهرة النمو الكثيف للطحالب، لتختم هذه الخرجة الاستطلاعية والاستكشافية بزيارة منطقة أباينو والاستمتاع بالسباحة في حامتها المعدنية المشهورة. إضافة إلى عملية التشجير التي تمت بالمركز الجهوي للتكوين المستمر. ومن أجل الاشتغال في جو تربوي هادف، كانت كل ورشة قد اختارت شعارا للعمل كل على حدة، فكان شعار ورشة الصحة والبيئة: ” صحة سليمة في بيئة نظيفة”، وشعار ورشة الصحافة المدرسية البيئية: “صحافتنا المدرسية في خدمة قضايانا البيئية”، أما ورشة الأنشودة التربوية البيئية فقد اختارت كشعار: “يموت التلوث وتستمر الحياة”، فيما اختارت ورشة المسرح المدرسي البيئي: “أرضنا حياتنا”، واختارت ورشة المعامل التربوية: ” مستقبل بيئتنا بين أيدينا”. وهي كلها شعارات متعددة لغاية تربوية واحدة تتمثل في حماية البيئة. ويوم الخميس 22 أبريل، شهد مقر جهة كلميمالسمارة افتتاح يوم تحسيسي حول البيئة بحضور والي جهة كلميمالسمارة السيد احمد حيمدي وممثلي السلطة المحلية ومختلف المصالح الخارجية ( ضمنها المصالح الجهوية والإقليمية لقطاع التعليم المدرسي) بالإضافة إلى حوالي 400 تلميذ من مختلف المؤسسات التعليمية بالإقليم. خلال هذا الحفل تم تقديم جميع الإنتاجات التي تمخضت عن المخيم البيئي الجهوي الأول وسط إعجاب المشاركين بنوعية الأعمال المنجزة.