بعد الدردشة، موعد مع تهيئ”الحريرة”. انتهيا من الدردشة والساعة تشير حوالي الرابعة مساءا، موعد صلاة العصر، أدى عبد الحليم واجبه الديني بالمسجد ليتجه بعد ذلك إلى مقر سكنه متنقلا على متن حافلة للنقل الحضري. في الطريق اقتنى بعض “القطنيات” وبعض المواد التي تستعمل في “الحريرة” وكل لوازم مائدة الإفطار وهو يفكر في الدردشة التي دارت بينهما بعدما علم أنهما يسكنان نفس المدينة والأحياء قريبة جدا. أذن المؤذن لصلاة المغرب والشارع خال من المارة، جلس عبد الحليم أمام مائدة الإفطار ليتناول فطوره بعد طيلة يوم من الجوع والعطش في سبيل الرحمان، وبعد انتهائه اتكأ قليلا لمشاهدة التلفاز، وأحيانا يبحر في عالم الانترنت عبر حاسوبه النقال إلى أن سمع المؤذن يؤذن لصلاة العشاء، كالعادة عبد الحليم يترك كل ما بيديه ويدع أمور الدنيا وراءه ويتوضأ في منزله ويتقدم بخطوات الإيمان إلى أحد مسجد الرحمان حيث هناك إمام معجب بصوته وتلاوته. ما بعد التراويح؟؟. انتهى عبد الحليم من صلاة التراويح وبدأ يتجول في أحد الحدائق العمومية الخضراء، وبينما هو يستمتع بالهواء النقي بعيدا عن التلوث البيئي، إذا بهاتفه يرن، لكن هذه المرة رقم آخر جديد لم يكن ضمن قائمة الأرقام المسجلة في هاتفه. أجاب عبد الحليم: مرحبا، إذا بصوت”إيجا”، لكن عبد الحليم لم يعرفها. “إيجا” تتصل من جديد. إيجا: السلام عليكم. عبد الحليم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، من معي؟. إيجا: آه، شئ عادي أن تنسى بسرعة، لأنني لست الوحيدة من يتصل، أنا من وعدتك بالاتصال مساءا. عبد الحليم: حسنا، لا لا لم أنسى من، فقط هذا الرقم لا أعرفه. إيجا: من الأفضل أن لا تعرفه، وأعتقد لا يهمك، وكل ما في الأمر أني اتصلت ووفيت بوعدي بعدما عجزت عن ذلك أنت كرجل. عبد الحليم: لا لا والله كنت سأتصل بعد لحظات ريثما أدخل للمنزل للحديث معك بكل حرية دون انزعاج، إلا أن الله أرادك أن تكون صاحبة مبادرة خير. إيجا: “تضحك”، ياسلام، ما أجمل كلامك يا عبد الحليم، تبدوا من خلاله أنك إنسان لطيف، أليس كذلك؟. عبد الحليم: شكرا على المجاملة أولا، وبصراحة أنا أقبح إنسان في العالم وأبحث عن أقبح فتاة. هل لوصفت لي نفسك؟ إيجا: دعنا نتحدث بصراحة من فضلك، أنا فتاة عادية، طولي 1.60 متر، الوزن 62 كلغ، عمري 23 سنة. من فضلك بصراحة وبدون أكاذيب، وأعلم أن الكذب في البداية نهايته الفشل...صف لي نفسك. عبد الحليم: حسنا، أنا 1.72 متر والوزن 58 كلغ، لكن العمر أصغر منك شيئا ما. هل عامل السن في التعارف شيء إجباري؟. إيجا: عاملان هما إجباريين، عقلية الفرد وتفكيره، أما السن مجرد “الخضرة فوق الطعام”، كم سنك؟. عبد الحليم: 21 سنة، أصغر منك بسنتين، ما رأيك؟. في الحلقة الثالثة تتابعون: “إيجا” إتق الله يا هذا فإنك في رمضان، وعبد الحليم يرد: هل اللقاء سيفسد رمضان؟ للإطلاع على الحلقة الأولى:http://www.nibraschabab.com/?p=2799 للتواصل مع الكاتب:[email protected]