عبدالمالك البيار – نبراس الشباب – قلعة السراغنة دورة استثنائية لإقالة النائبين الثاني والسابع لرئيس بلدية قلعة السراغنة بدأت الحكاية هكذا: ” أينما كنا سندعم عمل المجلس في الإيجابيات ونقترح البديل في الأخطاء “ وعليه ” لا يمكن رهن المدينة برباعي لائحة الأمل “، ولهذا ” نحملك المسؤولية أمام الله “، “على اعتبار أن الكرسي ” خزي وندامة يوم القيامة ” بهذه العبارات التي انتزعت تصفيقات الحضور رافع يوسف أخديد الناطق الرسمي للائحة الأمل في النقطة الثانية للدورة الاستثنائية لمجلس بلدية قلعة السراغنة، التي خصصت لإقالته كنائب ثاني للرئيس والنائب السابع ورئيس لجنة التعمير ونائب رئيس لجنة المالية المنتمين لنفس اللائحة. طيلة 10 دقائق من جلسة يوم الثلاثاء 22/12/2009 كان أخديد بارعا في إبراز مواهبه في الكلام ومظلومية لائحته، منبها في مداخلته الكتابية والمعدة بدقة أن الخلاف مع الرئيس أقل بكثير من خلافات سابقة في المجالس المنصرمة دون أن تسجل أي إقالة لأي عضو منها، موجها خطابه للرئيس بنفس ديني:” إقض ما أنت قاض، إنما تقضي في الحياة الدنيا”. ومتسائلا في الأخير، وسط عيون جاحظة جاءت أغلبها من أحياء المرس ودراع العياشي ....عمن اقترح إقالتهم. أبان ( نور الدين .أ) رئيس المجلس البلدي عن لياقة عالية في التصدي لقذفات نائبه المتقنة، وتفنن في استمالة الحضور عندما خاطبه ” لأجل هؤلاء نحن هنا ” فرد الحضور التحية بأحسن منها. بدا الرئيس كلامه ب ” شكرا على أريحيتك سي أخديد ” و زاد ” كلماتك أثرت في نفسي ” وأضاف “لقد رأيت فيك حيوية كبيرة، والرجل الطيب والحسن ...” لكن وهنا أبدى الرئيس ذكاء معتبرا ” رأيت أيضا ما زاد عن على الحدود ” فما هذه الزيادة ؟ يذكر الرئيس، وهنا أصبح في وضع مريح، أن نائبه قام باستدعاء رؤساء مصالح دون علمه، وهاتف آخرين بدون استشارته، ورفض النائب السابع القيام ببعض المهام، واستعملا عبارات قاسية في حق زملائهما. ثم صورا وثائق وتقارير تعود لفترة الثمانينات. مضيفا أن هذا الأمر في ملف خاص قد ” نتقارع به يوما ما “. كما رد على نائبه بأنه هو من اقترح إقالتهم بأربعتهم لأنهم يشكلون موقفا واحدا. ومستدعيا القاعدة الأصولية التي تقول: ” ما لا يتم الواجب به فهو واجب ” والواجب طبعا هو إقالتهم. إلى ذلك استمتع حضور الدورة الاستثنائية بجو من النقاش الحاد، الذي يبدو أن أبطاله استعدوا له جيدا، وكان كلا الطرفين يحاول توجيهه لصالحه بأقل الأضرار والخروج منه منتصرا عبر إشارات واضحة ومرمزة. أما بخصوص قضية ” العمران” التي أفاضت كأس المجلس قال النائب المقال إن ” ما فعلته العمران في قلعة السراغنة لا يوجد له مثيل في أي مدينة” ومثل لذلك بما وقع في تجزئة الهناء. الرد جاء سريعا على لسان الطرف الثاني قائلا ” القانون يخولني التفاوض مع الشركة كرئيس للمجلس ” لكني “أشركتكم في هذا التفاوض لأني رجل حوار ورجل تشاور “. هنا نبه أحد المستشارين الرئيس إلى أن الدورة الاستثنائية ليست بمحاكمة لجهة معينة و أن المادة 10 من الميثاق الجماعي تدعو فقط المستشارين إلى التصويت على مقترحات الرئيس دون نقاش. في سياق متصل صوت على إقالة النائبين الثاني والسابع 29 عضو وعارض 6، فيما صوت لإقالة رئيس لجنة التعمير ونائب رئيس لجنة المالية 27 عضو وعارض 6 وامتنع 2. هذه النتائج اعتبرها الرئيس في تصريح صحافي ” بدون مفاجآت ” وأضاف في انفراد لموقع “نبراس الشباب”، بعد أن امتدح المقالين، بأن الإقالة ” لن تفسد للود قضية ” مضيفا بأنه يمكن “ إشراكهم في أعمال أخرى وسيستشير معهم أيضا”. في حين رفض يوسف أخديد إعطاء أي تصريح مكتفيا ومتشبثا بما قاله في الجلسة. هكذا أسدل الستار على جولة الإقالة كأحد جولات المجلس الحالي، جولة لم تكن مسبوقة في تاريخ العمل الجماعي بالمدينة. وإذا كان بعض المهتمين يتساءلون عن الموقع الجديد للمقالين وكيف سيدبرون أمرهم، فإن آخرين يفضلون تفكيك الخطط الحاسمة للاعبين لا يظهرون في الملعب. يذكر أن مدينة قلعة السراغنة التي يقارب تعداد سكانها 69000 نسمة تسيرها أغلبية مكونة من أحزاب الأصالة والمعاصرة والاستقلال والعدالة والتنمية.