العيد أيام من الفرح لها طعم خاص في قلوب جميع المسلمين، للعيد طعامه المميز وأمسياته الجميلة. في كل قطر إسلامي نشاهد شتى الأنواع من الإحتفالات، كل منطقة حسب ثقافتها، مع اقتراب العيد، تزداد هموم الآباء ويزداد قلقهم أيضا، ويبقون منشغلي البال فكيف ياترى يستطيع الأب الضعيف توفير العدد الكافي من الثياب والملابس والأحذية الجديدة لهذا الجيش من الأولاد ؟. ومن أين له أن يأتي بمصاريف العيد التي ترتفع سنة بعد سنة ؟؟ العشر الأواخر من رمضان، جعلت للإعتكاف والإكثار من التراويح والصلاة، لكن هناك تجد أناسا آخرين معتكفين في زاوية يفكرون في ذاك الجيش من الأبناء الذين ينتظرون بشوق وفرح لباس العيد الجديد ليتزينو ويفتخرو به يوم الإحتفال كباقي أقرانهم … لكن هيهات هيهات بعد تحمل عناء المواد الغذائية التي أسعارها تزداد يوما عن يوم في أيام الشهر الفضيل، خصوصا وقد دخلت على مجتمعنا الرمضاني عادات دخيلة لا صلة لها بالإسلام تثقل من كاهل الأب الضعيف. تختلف الوسائل لكن الغاية تبقى واحدة ووحيدة في نظره هي إدخال ورؤية البسمة في ثغور فلذات كبده، لم تبق سوى يومين على العيد، وأصبح الأب يستقبل أسئلة كثيرة من أبنائه تذكره بما اشتراه الجيران لأطفالهم فتجد الأب محرجا لايستطيع الإجابة، فقط يقول”ّإن شاء الله راه العيد مزال بعيد” … استدان الأب من أصدقائه وباعت الأم بعض ما تملك هكذا تتمكن العائلة من تسديد نفقات العيد كل سنة، إلى أن أصبحت عندهم هذه المناسبة الدينية التي خصصت للفرح والبهجة، شبحا يراودهم كل سنة .. فالأب لا يغمض له جفن ولا يرتاح له بال حتى يرى أطفاله سعداء وفرحين بلحظات العيد.