احتضن المتحف الأمازيغي بمدينة أكادير- المغرب، في إطار فعاليات ملتقى نبراس الشباب الدولي للإعلام في نسخته الثالثة، حفل توقيع كتاب الإعلامي السوري المقيم بإمارة دبي الأستاذ أحمد طقش، الكتاب الموسوم عنوانه ب ” الحب يصنع المعجزات”، مع قراءة فصل من الكتاب على المشاركين في الملتقى، ليقدم بعدها مجموعة من النسخ على المشاركين بالمجان هدية منه إليهم. القارئ لأولى صفحات “الحب يصنع المعجزات” ستحفزه تلك السطور لمتابعة القراءة إلى آخر دفة من الكتاب، المتوسط الشكل، والذي يحتوي على 112 صفحة، الصادر عن دار النشر الجندي في مدينة القدس بدولة فلسطين، في ثناياه رسائل تحفيزية مشجعة تسمو بالقارئ إلى المعالي. في هذه الحوار – النقدي- سوف نناقش مع ضيف موقع نبراس الشباب، الدافع الأولي لإصداره للكتاب، وعن سبب تعمده نشر سيرته الذاتية فيه، دون أن نتطرق لمحتوى الكتاب، محاولة منا لدفع القارئ للبحث عنه والإستمتاع ب”زهراته الفواحات”، ليتحدث لنا في آخر الحوار عن نظرته للإعلام العربي.
أي إصدار، تسبقه إرهاصات، “الحب يصنع المعجزات” هو كتاب عبارة عن مجموعة مقالات نشرتها في منابر ورقية متفرقة، لكن ما الداعي لاختيار تلك العناوين ونشرها في كتاب واحد؟ “الحب يصنع المعجزات” هو كتاب عبارة عن مجموعة مقالات نشرتها في جريدة البيان الإماراتية بدبي، وعناوينه: “كيف تجعل كل من يعرفك يحبك” “كيف تجعلين كل من يعرفك يحبك”، “الحب يصنع المعجزات”، “لو كان بيننا” “مفاتيح السعادة الزوجية” “صفات المؤمن الحقيقي” “أفضل طريقة لاستثمار الوقت” “الاتحاد قوة” حبب إلي النساء” “لمن شاء منكم أن يستقيم” “من يوميات عيد سعيد” “نصائح شبابية لأحلى صيفية” “تغيير مجرى التاريخ” “من يوميات شاب مسلم” “المؤسس الفعلي للتنمية البشرية”….وعناوين أخرى في قلب الكتاب. و داعي نشر هذه المقالات في كتاب واحد هو تلبية رغبة القراء في الحصول عليها مجتمعة، بعض قراء الجريدة يحبون الاحتفاظ بالمقالات المتميزة في مكتباتهم، ولهذا قمت بجمعها ضمن كتاب واحد، ومن ناحية أخرى معظم هذه المقالات تدور حول علم واحد أحاول أن أسس له وقد أطلقت عليه اسم: علم التنمية البشرية الإسلامية…حيث تتم تنمية الذات وفق أسس ربانية وليس وفق نظريات بشرية، تصيب حينا وتخفق أحيانا كثيرة …الناظم لهذه المقالات هو الحض على إصلاح الفرد الحاض على إصلاح الجماعة … الذي يتصفح الكتاب دون قراءة السيرة الذاتية لكاتبه، يعتقد أن صاحبه داعية إسلامي وليس إعلامي، أين تصنفون نفسكم؟ أصنف نفسي: طالب علم، كنت ومازلت وسأبقى، أنا – وكما قال ابن تيمية – مع المحبرة إلى المقبرة، وأنا داعية إسلامي إعلامي، أو إعلامي إسلامي، لكنني لا أعرف لماذا معظمنا مأخوذ بالتصنيف وبالمصطلحات؟ الأصل أن كل مسلم داعية، ونحن لرغبتنا بوصول رسالتنا إلى أكبر عدد ممكن من الناس، استخدمنا وسائل الإعلام المسموع و لمقروء والمرئي، لتحقيق هذا الهدف، أنا مصلح اجتماعي همي الأول والأخير الترويج لمكارم الأفعال ومكارم الأحوال و مكارم الأقوال، وإيقاظ الفضيلة النعسانة قبل أن تغط في سبات عميق. كل من اطلع على الكتاب وأراد أن يتعرف على النبذة الشخصية لكاتبه، لا يجدها في مقدمة أو مؤخرة الكتاب، لم تم إغفالها؟ لم نتعمد إغفالها بقدر ما تعمدنا إبراز جوهر الكتاب، وهو تبيان حلاوة محبة الله، ولذائذها في الدنيا والآخرة، فالكتاب ليس عني، و إنما له هدف عال هو إيقاظ مشاعر الحب السامي الراقي في ضمائر المتلقين. في قراءة ل “الإهداء” توجهه فقط إلى “الأخ” بصبغة ذكورية، مع إقصاء الأنثى من إهداءك رغم أنه في داخل فصول الكتاب هناك رسائل توجهها لها؟ “أهدي هذه المقالات، بل هذه الزهرات الفواحات لحضرتك شخصيا أيها الأخ الحبيب … نعم … أنت أخي … مع سبعة مليارات أخ أبناء والدنا وسيدنا آدم عليه السلام هذه النفحات النوارات هدية لروحك الزكية لنحلق معا نحو سماوات المطلق حيث حب الحبيب الأعظم جل جلاله حب خالد يجمّل الدنيا و الآخرة ولايموت” ربما يدخل هذا في قاعدة اللغة العربية المشهورة: التغليب، حيث التذكير للغلبة والكثرة، بينما المقصود هو التذكير والتأنيث معا، ربما مقالة واحدة فقط من مقالات الكتاب موجهة بشكل مباشرة للأنثى، بينما رأيي الشخصي بالإناث قد يكون متطرفا بعض الشيء: الأنثى أرق وأجمل وأذكى وألطف وأنظف وأرحم من الذكر …. يكفي أنه أول من أسلم امرأة، يكفي أن هناك سورة باسم النساء … الكتاب عبارة عن نظريات – نصائح “إسلامية” لأحداث إنسانية حالية، الإستعانة بها في عالمنا الحالي الذي لا يعطي فرصة ل “القلب الطيب”، مع إلغاء للنظريات الفلسفية الأخرى قد يقول قائل هي نصائح تطبيقها ليس مستحيلا لكن صعب للغاية، هل تتفق مع هذا الاستنتاج؟ طبعا تطبيقها صعب، ( ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة ) طبعا من يطبق تعاليم الأخلاق الإسلامية سيجد صعوبة، وإلا لماذا كان جزاء هذا التطبيق الجنة، من الصعب الإحسان للمسيء، ومن الصعب غفران الزلات، ومن الصعب أن تؤثر الآخرين على نفسك ولو كان بك خصاصة، لكن مقابل كل هذه الصعوبات، لك الجنة إن شاء الله، والأهم من الجنة رضوان الله، بل رؤية الله إن شاء الله في أعلى عليين، بصحبة الأخلاقي الأول صلى الله عليه وسلم، “حفّت الجنة بالمكاره…”. في كتاباتكم وخاصة الكتب التي أصدرتموها، أذكر منها “تغيير مجرى التاريخ”، “كيف تحمي نفسك من السحر و الحسد”، “حبيبتي الحقيقة”، “الحب يصنع المعجزات”، “كيف تجعل كل من يعرفك يحبك”، لا تبرز شخصية الإعلامي أحمد، كأن نقرأ كتابا دراسيا حول واقع الإعلام، أو كيفية التعامل معه…على سبيل المثال، انطلاقا من تجربتكم التي راكمتموها طيلة ربع قرن من الزمن؟ لقد حولت كل برامجي التلفزيونية إلى كتب ، وكل كتبي إلى برامج تلفزيونية. كتاب ( كلمات ليست كالكلمات ) هو بالأصل الجزء الأول من برنامج خواطر ، كتاب ( تغيير مجرى التاريخ ) هو الجزء الثاني من البرنامج نفسه، كتاب ( حبيبتي الحقيقة ) تلفزته عبر برنامج ( نصيحة )، وهكذا قريبا إن شاء الله سأتلفز كتابي ( كيف تجعل كل من يعرفك يحبك ). أما واقع الإعلام وكيفية التعامل معه، فهما موضوع الدورات التدريبية الدورية التي أقوم بإعدادها وتقديمها في أكثر من أكاديمية، وفي أكثر من مركز تدريب، حيث أفضل تخصيص كتبي للشعر و ل ( إعادة توجيه ) الذات العربية نحو المعالي والفلاحات الدنيوية و الأخروية … كمستشار إعلامي، هل لك أن تعطينا رأيك بخصوص الإعلام العربي عموما في خضم ما بعد أحداث الربيع العربي، وخاصة قناة الجزيرة وما أفرزته من معسكر يثني عليها “مهنية” وآخر ناقم عليها “غير مهنية”؟ واقع الإعلام العربي واقع على الأرض، وهو الآن بحاجة إلى شرفاء حقيقيين، ينشلونه من كرسحته، لا ، لا تصدق وجود إعلام موضوعي في كل الكرة الأرضية … الموضوعية هي إقصاء الذات الدارسة عن موضوع الدرس، وهكذا فهذا غير موجود البتة، مازال الإعلام العربي و الغربي محكوما لنوازع المالك والمدير، ولأهواء السلطة المتحكمة، ولخيارات الممول، ولا أظن أنه سوف يأتي اليوم الذي توجد فيه فضائية عربية أو غربية تنفق مئات الملايين، ولا تنحاز لمن أنفق هذه الملايين. لا لا يوجد إعلام عربي مهني، بل مصالح تحركها أطماع، “وما آفة الاخبار إلا رواتها…” شكرا لكم أستاذ أحمد، شكرا عميما غزيرا فواحا طيبا لذوق حضرتك، جمعنا الله على الخيرات، نحو عالم بهيج مشرق بأنوار الحب و الجمال و سعادة الضمير.