صدم صديقي وهو يدخل الشقة التي اقتناها بالتقسيط من شركة أنيقة جدا تبيع شيئا اسمه العقار، في مدينته بعدما وقع عقدا ورزمة من الأوراق مع البنك الذي يقوم بدور الوساطة في هذه العملية السكنية المثيرة للقلق، صديقي وبعدما دفع مبلغا مهما” للبانكة” التي شرحت له طريقة أخذ “الكريدي” والملايين تلو الملايين ومشاكل الشغل وضغط النقل والعيش الكريم، وسياسة التقشف التي ينهجها من أجل بيت صغير من الأمتار المربعة والأوراق المبعثرة بين المقاطعة والبنك والشركة ... المشكلة أنه الآن في وسط الطريق ولا يدري ما يفعل وقانون الأبناك الوديعة جدا ترغمك إذا قررت التراجع عن الدفع أن تنسى ما دفعته من تسبيق وأقساط فهي حسب تعبير عنترة كالأفاعي وإن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطب، ترغمك على ترك أموالك ولتذهب أحلامك إلى القمامة. عار كبير على الشركات وهذه المؤسسات أن تأتي بهذه الأفعال الشيطانية ونسوا أو تناسوا أنهم يبيعون لإخوتهم شققا في هذه الدار وهيهات تلك الدار وما أدراك ما تلك الدار يا من تدخرون بالليل والنهار سيأتي يوم تحتاجون فيه إلى طوب واحد فلا تجدوه، صبرا يا صديقي فأرض الله واسعة وحزني عليك لا يحده دمع ،ولا أجدني إلا متمثلا بقول أبي الطيب: وأتعب خلق الله من زاد همه *** ** وقصر عما تشتهي النفس وجده فلا ينحلل في المجد مالك كله ***** فينحل مجد كان بالمال عقده فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله * **** ولا مال في الدنيا لمن قل مجده وفي الناس من يرضى بميسور عيشة **** ومركوبه رجلاه والثوب جلده فإما أن تكتري بيتا إذا ساءت ظروفك انتقل إلى غيره خير من أن تدخل في دوامة الأقساط التي ستحول حياتك إلى جحيم، فالناس في العالم نزلت أسعار العقار عندهم من أزمة، ونحن زادت عندنا الأزمات على أزمة، انتظر يا صديقي حتى يتم تفعيل برامج التأهيل وإسكان المساكين ، فالأغنياء يقال والله اعلم أنهم كرهوا المال هذه الأيام وسيتخلون عنه وعن مساكنهم الفخمة والتي كلف بناءها مئات الشقق ،مقابل أن يسعد الذين يبحثون مثلك عن بضع أمتار فوق الخريطة. للتواصل مع الكاتب: [email protected]