قررت "مؤسسة العمل المشترك لمغاربة هولندا" رفع دعوى أمام مجلس الإعلام الهولندي، ضد هيئة تحرير برنامج إخباري تنتجه مؤسستا "آفرو" و "تروس"، وذلك على خلفية بث حلقة نقاشية عشية الانتخابات المحلية، اعتبرت متحاملة على المغاربة ومسيئة لهم. إيحاءات بثت الحلقة في فاتح مارس آذار الجاري قبيل موعد إجراء الانتخابات المحلية بيومين. وخلال الحلقة عمد معدوها إلى بث صور مرافقة تمثل شبابا من أصل مغربي من مثيري الشغب في بعض المدن الهولندية، مما يوحي وكأن هؤلاء (المسلمين) هم مصدر الخطر على المجتمع. ورأت مؤسسة العمل المشترك أن عرض الصور بذلك الشكل لا تتطابق بتاتا وموضوع النقاش. وعلى إثر ذلك قام فريد أزرقان، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، بإجراء اتصالات بهيئة تحرير برنام "إين فان داخ" (حصاد اليوم على الأولى) لاستيضاح الأمر واستجلاء اللبس الحاصل، لكن دون جدوى، ما دفعه إلى رفع تظلمه لدى مجلس الإعلام، وهو هيئة مستقلة تنظر في 'مهنية‘ العمل الصحفي لإجبار البرنامج 'المسيء‘ للمغاربة على تقديم اعتذار علني. عن سب التظلم يقول فريد أزرقان: "السبب هو بث فيلم قصير يمهد للنقاش بين (خيرت) فيلدرز و (فاوتر) بوس، يظهر شبابا مغاربة وهم يتحدثون عن أعمال الشغب، ثم أعقبه طرح مفاده: هل الإسلام يمثل خطرا على المجتمع؟ وإذا نظرت إلى الإسلام في هولندا، تجد عدة جوانب منه، فلا يمكن إذن حصر الإسلام فقط في ما يسببه الشباب المغربي من مشاكل. هذا ما أزعجني، وما أزعجني أكثر هو النظر إلى هؤلاء الشباب كمشكل وبالتالي يجسدون مصدر الخطر على هولندا. هذه الصورة هو بالضبط ما يريد فيلدرز إظهاره". توضيح غير كاف تبرر هيئة تحرير البرنامج أن الحلقة النقاشية جرى الإعداد لها منذ مدة ليست بقصيرة، حتى يتسنى لزعماء الأحزاب السياسية الكبرى والمؤثرة الحضور والمشاركة في النقاش. وباتفاق مع الأحزاب تم تقسيم محاور النقاش إلى ثلاثة محاور: الأمن والإجرام، الضرائب المحلية ثم أخيرا مشاكل المواصلات. وتؤكد هيئة التحرير كذلك أن محور الأمن والإجرام تم تأثيثه بصور من الأرشيف لشباب مغاربة شغلوا وسائل الإعلام في الماضي. أما نص الطرح: "الإسلام يشكل خطرا على المجتمع"، فترى هيئة التحرير أن كلا من زعيم حزب العمل فاوتر بوس وزعيم حزب الحرية خيرت فيلدرز اتفقا مسبقا على نقاشه. وجاء في البيان التوضيحي: "بسبب السرعة واختيار صور الفيلم، اعتقد البعض أننا في هيئة التحرير حاولنا إيجاد علاقة سببية ومنطقية بين الصور والمحاور المطروحة للنقاش. وهذا لم يكن الهدف من الفيلم. نحن نتفهم أن هذا أثار علامات استفهام وأن بعض المشاهدين فسر ذلك على أساس أنه موقفنا". اعتذار صريح غير أن مؤسسة العمل المشترك لمغاربة هولندا ترى أن التوضيح الذي قدمته القناة غير كاف، وتطالب بأن تقدم اعتذارا صريحا للمغاربة. فريد أزرقان: "نطلب من إدارة البرنامج أن تقول بوضوح وبشكل ملموس إنها أخطأت وتقدم اعتذارا تنشره على موقعها، وأن تعلن أن طريقتها للتعاطي مع الموضوع لم يكن مهنيا بحسب ما تقتضيه الأعراف الصحفية. هذا ما نريده". عشرات الردود تلقتها مؤسسة العمل المشترك بعث بها مشاهدون أغضبتهم المقارنة الإيحائية للبرنامج، بعضهم كاتب هيئة تحرير البرنامج مباشرة. يقول أزرقان هؤلاء تلقوا، أجوبة عن استفساراتهم، ولكنها مع ذلك تبقى أجوبة فضفاضة تشبه في محتواها ما ورد في التوضيح المنشور. وحول ما إذا كانت مؤسسة العمل المشترك ستلجأ إلى القضاء في حالة عدم تقديم القناة اعتذارها، يؤكد السيد أزرقان أن حالة مشابهة جرت العام الماضي وأن مجلس الإعلام استجاب وأنصف المشتكين، وأجبر الجهة المشتكى عليها على نشر بيان توضيحي، وهذا ما ينتظر تحقيقه في الحالة الراهنة. "نحن نثق في قرار مجلس الإعلام ونأمل أن تقوم هيئة تحرير البرنامج بتنفيذه، ولو أنه قرار غير ملزم. وإذا لم تقم هيئة التحرير بنشر بيان اعتذار، فإننا نحتفظ بحقنا في اتخاذ خطوات أخرى ورفع دعوى قضائية". الجدير بالذكر أن موضوع الإسلام والمسلمين وكذا الشباب الهولندي من أصل مغربي، هو الموضوع المسيطر على جدول الأجندة الانتخابية في الآونة الأخيرة، ومرشح للاستمرار في تغذية النقاش السياسي خلال الثلاثة أشهر القادمة التي تفصلنا عن موعد الانتخابات النيابية التي ستجرى في التاسع من شهر يونيو القادم. محمد أمزيان – إذاعة هولندا العالمية/