يسرني ويسعدني أن أكتب هذه الكلمات بثقافة متواضعة، وأتمنى من الجميع المعذرة والعفو قبل الدخول في الموضوع... ربما فكرت في إنسان لم يفكر فيه أحد، إنه الدكتور جميل حمداوي الباحث والناقد والكاتب والمدرس في آن واحد. أقول في قرارة نفسي: هل هذا الدكتور لا يستحق كرسيا أفضل من الكرسي الذي يجلس عليه؟ في الحقيقة يستحق أكثر من هذا؟ عندما تكتب اسمه على (كوكلGOOGLE)، سوف يظهر لك اسمه مقترنا بركام من الإنتاج الغزير من مقالات ودراسات وبيوغرفيات وسميائيات... زد على ذلك، فهذا الدكتورله الفضل لوصول بعض الشعراء والمسرحيين والفنانين ، وحتى الرسامين، إلى القمة والشهرة وذيع الصيت. هذا الدكتور المتواضع الذي يرتكن دائما إلى الصمت، ويهرب من الإعلام، ويفتح الطريق لجميع المثقفين الجدد، ويتعاون مع الجميع بدون إقصاء أو عنصرية . كتب عن شعراء الريف كلهم جميعا بدون استثناء، ولقد قام بتقديم جميع الدواوين، وأشرف على طبعها ودراستها ، بل قام أيضا بتوزيعها بنفسه نيابة عن المبدعين والمثقفين ، وذلك بدون مقابل. ولكن هناك هناك من الناس والمتقولين والمدعين يغتابونه، ويتقولون في حقه كلاما غير صحيح، وهل قام أحد بهذا العمل الثقافي لصالح المدينة وصالح مثقفيها ومبدعيها؟ هذا، وقد كتب الباحث حمداوي عن المسرح في الريف ، وكتب كذلك عن السينما، و أدب الأطفال، وكتب عن المواهب الشابة، وكتب الكثير عن الريف والتهميش. كما يمتاز هذا الدكتور بقلب كبير جدا، فهو يفتح ذراعيه لكل من يقصده في كل زمان ومكان، لا يرد أحدا خائبا ولا يائسا. له مجموعة من الكتب ، عددها68كتابا في مواضيع محتلفة: التربية، والمسرح، والقصة القصيرة جدا، والنقد، وأدب الأطفال، والسينما، والسيميائيات، والشعر العربي و الأمازيغي، وقد قدم مجموعة من المحاضرات في المغرب وغير المغرب، بله عن مجموعة من الدراسات العربية والأمازيغية المنشورة في الصحف والمواقع الرقمية، وقد خدم اللغة الأمازيغية بالريف بكل صدق وإخلاص، والدليل على ذلك كثرة الإنتاج لا كثرة الأقوال. وهنا، أضيف أنه نشر مجموعة من الكتب في الشرق الأوسط والخليج العربي، وهو معروف جدا في الخليج أكثر مما هو معروف في بلده الأصل. وقد منحت له جائزة الإبداع من أستراليا لعام 2011م لتميزه في النقد والدراسات الأدبية. كما كون مجموعة من الأساتذة والأطر والمعلمين وموظفي البنوك والإدارات، تخرجوا جميعهم من مدرسة الدكتور الكبير جميل حمداوي . ولكن إذا استحضرنا الواقع، أتساءل بحسرة وحيرة، والسؤال – هنا- موجه إلى المثقفين الكبار في الريف أو غير الريف، لماذا هذا الدكتور كتب عن الجميع . وفي المقابل، لا نرى أحدا يكتب عنه في المواقع أو في الجرائد الوطنية أو المحلية، ألأنه لايستحق هذا على الرغم من كونه مثقفا من الطراز الثقيل؟ وفي الختام ، أقول لك أخي الدكتور جميل حمداوي: إنك رجل ذوشخصية قوية، تتعاون مع الجميع بكل إخلاص ووفاء من أجل أن تسمو بالثقافتين: العربية والأمازيغة، احترمك واقدرك، والله في عونك، وجزاؤك عند الله كبير. والسلام. باريس يوم 14 رمضان 2011