سلطت مجلة "فانيتي فير" الضوء على التغييرات التي أحدثتها جائحة فيروس كورونا على صورة النساء المسلمات الأمريكيات المنقبات وكيف تم قبولهن من المجتمع. وقالت المجلة في تقرير لها ترجمته "عربي21": "بالنسبة للنساء المنقبات جلب الوباء لهن مستوى من القبول"، وأضافت: "تبدو الأمور مختلفة اليوم لامرأة مسلمة من منطقة بالتيمور عندما تذهب إلى المتجر المحلي "تريدر جويز" حيث لاحظت أن قلة يرمونها بنظرات استغراب لأنهم مثلها يغطون أفواههم وأنوفهم". وقالت تلك المرأة: "هناك القليل من التحديق والتعليقات المليئة بالكراهية... لكن مع فرض القناع فقد تم قبول المنقبات أكثر". ومع أن النقاب يختلف عن القناع المفروض ويستخدم لأغراض مختلفة لكنه لم يعد هناك فرق كثير اليوم، ما يعطي المنقبات أملا باستمرار موجة القبول لقرارهن تغطية الوجه، حتى بعد اختفاء الفيروس، وفق المجلة. وبالنسبة لمن تختار ارتداء النقاب فإنها تفعل هذا كصورة عن الالتزام بالدين والاحتشام وحماية نفسها. ومشهد المنقبات واضح في الدول الإسلامية مثل السعودية وباكستان. إلا أن النقاب كان نقطة جدل في فرنسا حيث يحظر ارتداؤه حتى بعد فرض القناع الواقي من فيروس كورونا. ورغم وصول نائبات مسلمات إلى الكونغرس وأصبحن جزءا من الثقافة الشعبية، فإن النقاب والبرقع ظلا يحملان وصمة عار. وقالت المرأة من بالتيمور: "موقف الناس العام هو النفور من قطعة القماش هذه"، وهم "ينظرون إليها على أنها غير ضرورية وتحمل نظرات مخيفة وفيها تشدد واضطهاد. وطالما شعرت بالعزلة وعدم الراحة. لكن ومثل كل الأمور فقد غير الوباء الوضع بالنسبة للمحجبات والمنقبات". وتقول أم زاهد، ولديها أربعة أولاد إن القناع إجباري في بلدتها بلومبينغديل بولاية إلينويز، ولكنها تجد سهولة في استخدام حجابها كنقاب وتضيف: "كمنقبة أشعر أن الجميع أصبحوا أخيرا في جانبي". وقالت المرأة من بالتيمور: "لم يكن ارتداء النقاب سهلا كما هو الآن. وأشعر بالراحة للخروج بالنقاب وأنا أعرف أنني ملتزمة بديني وأساعد على حماية الناس". وعانت رابية غاني من سكوكي في إلينويز في الماضي من نظرات الناس والأسئلة حول النقاب ولكنها كما تقول: "أصبح النقاب والقناع مقبولين ويظهران أننا جميعا لمواجهة الوباء وآمل أن يظل الوضع كذلك بعده". وفي بريطانيا التي رفض رئيس وزرائها بوريس جونسون الاعتذار للمنقبات اللاتي وصفهن بصناديق البريد وسارقات البنوك، فإن الوباء يترك فرقا أيضا. وبحسب فاطمة بركة الله من لندن فإنه "الآن وقد أجبر الناس على لبس القناع اكتشفوا أن النقاب ليس غريبا بعد كل هذا"، وتضيف: "السبب في عدم قبول الناس النقاب هو أنهم لم يتعودوا على رؤيته. وهناك الكثير من الناس الذين لا يخالطون المسلمين يشعرون بالنفور منه. كما أن الإعلام خلق رواية عن النقاب مفادها أنه موقف سياسي، وهو ليس كذلك. ويرى الناس الآن أن تغطية الوجه هو رمز للسلامة والحماية".