يستعدّ حكام سبتة ومليلية المحتلتين لفتح "حدود" المدينتين المحتلتين مع أقاليم المغرب في الفترة المقبلة، التي كانت قد أُغلقت تماما منذ ما يزيد عن خمسة شهور، بفعل تداعيات الظرفية الوبائية بعد تفشي جائحة كورونا. في هذا السياق، أفادت مصادر إعلامية إسبانية بأن حكومتَي سبتة ومليلية شكّلتا وفدين رسميين لإعداد وثيقة مشتركة حول فتح "حدود" المدينتين السليبتين، ستوجّه، في وقت لاحق، إلى وزارة الداخلية لدراسة مضامينها وتحليلها. وأبرزت المصادر ذاتها أن الوفدين الحكوميين يناقشان المشروع الأولي، الذي يتضمّن مجموعة من الإجراءات والتدابير العملية ستُقترَح على فرنادو غراندي مارلاسكا، وزير الداخلية الإسباني. وتتضمن هذه الوثيقة المشترَكة، وفق المصادر نفسها تحليلا دقيقا للتطورات التي يشهدها العالم بفعل الأزمة الصحية. وتنصّ الوثيقة المقترحة على فتح للحدود مع التراب المغربي، مشدّدة على أن سلطات المدينتين ستعمل على ضمان الأمن الصحّي لجميع العابرين للمراكز الحدودية ومن يشتغلون فيها. في خضمّ ذلك، يتواصل إغلاق الحدود البرية للمغرب مغلقة مع المدينتين المحتلتين منذ إعلان المغرب، في منتصف مارس الماضي، إغلاق مجاله الجوي والبحري في ظل تطورات الوضعية الصحية المتسارعة التي شهدها العالم، سعيا منها إلى السيطرة الفعالة على الجائحة. يشار إلى أن ما يناهز 60 ألف شخص "يشتغلون"، في إطار القطاع غير المهيكل في أشغال وخدمات مرتبطة بنقل بضائع مهرَّبة من المدينتين المحتلتين. وهناك في مدينة الناظور وحدها، وفق ما أفادت قصاصات إخبارية سابقة، 3 آلاف عامل يشتغلون في الشريط "الحدودي" المجاور لمدينة مليلية. وقد تمّ التنبيه في هذا السياق إلى التداعيات المحتملة لقرار الإغلاق النهائي على المغاربة "العالقين" في المدينتين المحتلتين. وفي هذا الإطار كانت السلطات المغربية قد نسّقت مع نظيرتها الإسبانية لعودة مواطنين عالقين في سبتة ومليلية بعد قرار الإغلاق المؤقت ل"الحدود"، في سياق الإجراءات والتدابير الاحترازية التي اتخذتها السلطات المغربية لوقف تفشي الفيروس.