عاش عدد من أبناء الناظور المقيمين بالداخل، على غرار العديد من المواطنين في مختلف مناطق المغرب، "ليلة سوداء" تخللتها لحظات رعب وقلق، إثر القرار المفاجئ للحكومة الذي مُنع بموجبه الدخول إلى مجموعة من المدن التي تشهد ارتفاعا في عدد الإصابات بفيروس كورونا أو الخروج منها. وتفاجأ العديد من الناظوريين بالبلاغ وبتوقيت إعلانه وتنفيذه، قائلين إن مثل هذا القرار كان يجب إعلانه قبل أيام من تنفيذه، مع توفير الشروط المواكبة لتنزيله على أرض الواقع لتجنّب العديد من المآسي التي ترتّبت عنه. وعاش التجار الناظوريين في بعض المدن الكبرى المعنية بالقرار، مثل الدارالبيضاءوطنجةوفاس، لحظات ارتباك ورعب، بعدما وجدوا أنفسهم فجأة مرغمين على السفر خلال حيّز زمني ضيق للالتحاق بذويهم في الناظور لقضاء عيد الأضحى بين أهلهم وأحبابهم. في هذه الظروف المستجدّة سارع هؤلاء التجار الناظوريين فور صدور البلاغ، الى جمع ما استطاعوا من أغراضهم والتوجّه نحو مدينتهم في عجالة. وما وقع لناظوريين في طنجةوالدارالبيضاء وقع لآخرين في كل من مراكش وأكادير وغيرها، سواء في محطات نقل المسافرين أو على متن سياراتهم الخاصة. وقد نتجت عن هذا الوضع، المستجدّ في آخر لحظة، حوادث سير كثيرة، مع ما تخلل ذلك من خوف ورعب شهدتها معظم الطرق، ليلة أمس الأحد، بفعل الاكتظاظ الخانق و"تسابق" الجميع لبلوغ وجهتهم قبل حلول منتصف الليل. وشهدت معظم المحطات الطرقية ومحطات القطار تجمّعات لمئات المواطنين في ظل زيادات "صاروخية". في أسعار التذاكر، ما حال دون سفر الكثيرين. كما اختنقت الطرق السيارة بالآلاف من السيارات بعد هذا القرار المرتبك والارتجالي. وفي ظل هذا الوضع المربك، أمضى بعض الناظوريون، شأنهم في ذلك شأن مواطني معظم المدن والأقاليم، الليلة بأكملها في المحطات الطرقية، آملين الحصول على تذاكر بأثمنة "مناسبة" لمغادرة الدارالبيضاء أو طنجة أو فاس وغيرها، فيما لم يجد آخرون بدّا من السفر مع "خطافة"، مع ما يعنيه ذلك من مخاطر التعرّض للإصابة بالفيروس أو ل"الكريساج"، بمختلف أنواعه. ولم يسلم أبناء الناظور، على غرار معظم من اضطروا إلى السفر في هذه الظروف، من الاستغلال والتعنيف، معبّرين عن سخطهم العارم مما عاشوه، محمّلين مسؤولية ما وقع خلال هذه الليلة "السوداء" للحكومة بعد اتخاذها هذا القرار "المربك" وتنزيله في اليوم نفسه.