تصوير: محمد كنفاوي/الياس حجلة على إيقاع إنتفاضات شعوب شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي قامت ضد الاستبداد والفساد والظلم الاجتماعي ، وفي هذه الظروف الاستثنائية التي تتسم بنضال الشعوب من أجل تجسيد إرادتها الشعبية، ولضمان حقوقها السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومن أجل القطع مع مراحل الفساد والظلم والتفقير والتبعية والتطبيع، خرجت الطبقة العاملة بالناظور في عيدها الاممي في جو يتميز بحراك وديناميكية سياسية واجتماعية من اجل المطالبة بالكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، في إطار المنظمة النقابية "الاتحاد المغربي للشغل" الذي يؤطر نضالات الطبقة العاملة من عمال وعاملات ، وموظفين وموظفات، وعموم المأجورين بمختلف الفئات والقطاعات. إن العيد الاممي للعمال هو مناسبة سنوية لإيصال صوت الطبقة العاملة وجماهير الكادحين والكادحات للتعبير عن مطالبهم جميعا من أجل تحقيق الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر والفوارق الطبقية ونظام الامتيازات والقطع مع الاستغلال واقتصاد الريع. إن فاتح ماي لهذه السنة أتى في هذه الموجة الثورية من الثورات التي تشهدها الشعوب التواقة للحرية من أجل كنس الانظمة الفاسدة ومحاربة الاستبداد، والمغرب ليس في معزل أو استثناء أو خصوصية متميزة بقدر ما هو مستنقع للفساد والظلم والتفقير ونهب المال العام، وما حركة 20 فبراير إلا إطارا مرجعيا لتوحيد النضال الشعبي الجماهيري من اجل الديمقراطية والعيش الكريم وانتزاع المكتسبات، والقضاء على الاستبداد المخزني والحكم الفردي المطلق، وعلى الفساد بكل أشكاله وتلاوينه ومظاهره المتعشعشة في دواليب وأجهزة الدولة، كما تطالب هذه الحركة الغير المسبوقة في تاريخ النضال السياسي المغربي بإسقاط لجنة مراجعة الدستور ومحاكمة المسؤولين عن الجرائم السياسية والاقتصادية . إن فاتح ماي لهذه السنة إستجد بمولود سياسي جديد خرج من أرحام المواقع الاجتماعية كالفايسبوك والتويتر وله غطاء وحمولة ثورية إستمدتها من الثورات العربية، والتي يعتبر المغرب جزء لا يتجزأ منها، ولها سقف مطالب تتجاوز مطالب النقابات العمالية والأحزاب السياسية، وتنظيمات المجتمع المدني بمختلف تلاوينها. إن فاتح ماي 2011 هو خليط ومزيج فسيفسائي من العمال والمأجورين والموظفين والمعطلين وجمعيات المجتمع المدني والحركة الثقافية الأمازيغية ، ورغم كل هذا فشتان بين زمن النضال النقابي بين الأمس واليوم، فلولا قطاع المعطلين وجمعيات الحركة الثقافية الأمازيغية والقطاع الطلابي، لكانت شعبية النقابات وجماهيريتها في زمن كان. إن الكم الجماهيري لحركة المعطلين وطلبة الجامعة ومناضلي الحركة الأمازيغية أعاد الروح للمصداقية النقابية وجماهيريتها خصوصا وأن الأوضاع المزرية للطبقة العاملة والمتجلية في تدهور القدرة الشرائية للمواطنين بسبب الزيادات المهولة للأسعار والخدمات الأساسية، وضرب مجانية التعليم والصحة وتحسين الخدمات الاجتماعية، كانت إجمالا هي أهم المطالب والشعارات في مسيرات فاتح ماي في العيد الاممي للشغيلة. ومزيدا من النضال والالتفاف حول الإطارات النقابية لتعزيز وتحصين المطالب التي تنتزع ولا تعطى، وكل عام والعمال بألف خير في عيدهم الاممي. طاقم ناظورسيتي واكب عن كثب مسيرة فاتح ماي بالناظور ورصد لكم أدق التفاصيل في التقرير التالي بالصوت والصورة: صور: محمد العبوسي