أسدل الستار، مساء أمس السبت، على فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة، المنظم بالناظور من 11 إلى 16 نونبر الجاري، بتكريم عدد من الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للتظاهرة، إضافة إلى عدد من الممثلين السينمائيين و المجلس الوطني لحقوق الانسان و وزير العدل السابق في الحكومة المغربية محمد أوجار. وفاز فيلم "امباركة" للمخرج المغربي محمد زين الدين، بالجائزة الكبرى للمهرجان، وقد دافعت لجنة التحكيم على هذا التتويج، بناء على تميز اللغة البصرية للفيلم، وكذا تمكنه من رصد جزء من حياة الهامش والبيئة الاجتماعية القاسية في بلدة مغربية قريبة من مصنع للفوسفاط، باعتماد مشاهد حقيقية ونص يعالج الظاهرة بإسقاطات سياسية. ومنحت اللجنة الخاصة بالأفلام المغربية المتعلقة بموضوع "سنوات الرصاص"، جائزتها للمجلس الوطني لحقوق الانسان، وذلك بعدما تعذر عليها إيجاد معايير موحدة لتقييم الاعمال المتبارية خاصة فيما يتعلق بزمن انتاجها فضلا عن الاختلاف في تقنيات التصوير وتقاربها حكائيا وسرديا، وذلك نظرا لارتباطها بتناول حقبة زمنية واحدة بالمغرب. وبالنسبة لجائزة الأفلام الوثائقية، فقد فاز بها فيلم "التفاوض" للكولومبية ماتينيز، ويتناول العمل تفاوض الحكومة الكولومبية مع القوات المسلحة الثورية "فارك"، وما أعقب قبل ذلك من أحداث، انتهت بتوقيع اتفاقية للتصالح بمبادرة من الرئيس السابق خوان مانويل سانتوس الذي حل ضيفا على مهرجان الناظور لهذه السنة. أما الجائزة الكبرى الخاصة بالأقلام القصيرة، فقد فاز بها فيلم "ياسمين" للمخرج المغربي علي الصميلي والفرنسية كلير كاهين ويتعلق بشابة تعشق كرة القدم وتعيش في وضعية غير قانونية على التراب الفرنسي مع أبيها وخليلته. ونوهت لجنة الأفلام الطويلة، بفيلم "محاكمة مانديلا والأخرون" لنيكولا وجيل نورت، وفيلم "محاكمة فرانكو"، كما منحت جائزة أحسن ممثلة للفيلم الارجنتيني "اناتيتا من بونوسرس"، وتنويه للممثلة كارينا كيدي عن فيلم "لوس أديوس"، وجائزة أحسن ممثل لحسن بديدة عن فيلم "كيليكس دوار البوم"، وتنويه للمغربي محمد الرزين في دور الأب. أما جائزة السيناريو، فقد عادت لفيلم "كيليكس دوار البوم"، لعز العرب العلوي لمحارزي، ويتناول تفاصيل التعذيب الذي عاش على إيقاعه السجناء المعتقلون خلال السنوات الجمر والرصاص، وكيفية التعامل معهم من طرف حراس بسطاء أوهمهم المخزن بأن السجناء ملحدون وأعداء للوطن يحملون مخططات تروم زعزعة الاستقرار. إلى ذلك، فقد عرف المهرجان في نسخته لهذه السنة، بالإضافة إلى عرض أفلام ترتبط مواضيعها بحقوق الانسان والعدالة والانتقالية، تنظيم ندوات وملتقيات تصب في نفس المجال، بحضور ضيوف من المغرب وبلدان أخرى أجنبية عربية أوروبية وأمريكية وآسيوية.