خلدت الجالية المغربية بالدانمارك الذكرى ال44 للإعلان عن تنظيم المسيرة الخضراء المظفرة، التي مكنت الشعب المغربي من استرجاع أقاليمه الجنوبية وذلك بمقر إقامة السيدة السفيرة خديجة الرويسي التي استقبلت الحاضرين بحفاوة كبيرة عكست العلاقة الأخوية والمحبة التي تربطها بأفراد الجالية المغربية. وأشارت سفيرة المملكة في كلمة بذات المناسبة أن حلول الذكرى ال44 للمسيرة الخضراء، هي مناسبة وطنية ليس فقط لاستحضار منعطف حاسم في مسار استكمال الوحدة الوطنية بعد استقلال مبتور ضلت معه المنطقة الصحراوية المغربية تحت قبضة الاستعمار، ولكن أيضاً لترصد ما تحمله الذكرى المجيدة من قيم الوطنية الحقة وما يدور في فلكها من تضحية ونكران الذات، ومسؤولية وكفاح ونضال، وتعبئة جماعية دفاعاً عن الوطن وعن ثوابت الأمة. وقد نوهت كذلك بالإصلاحات المهمة التي تحققت في عهد الملك محمد السادس نصره الله، مشيرة إلى ما جاء على لسان السيد ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون والجالية المقيمة بالخارج، من ذكر ثلاث نقاط رئيسية تتمثل في، عودة الأطراف إلى مائدة المفاوضات، وتمديد صلاحية بعثة المونورسو، ثم الوصول لحل نهائي. من جهتها أعربت مختلف الجهات الممثلة للجالية المغربية من جمعيات ومنتديات على أن لا خيار لها سوى تملك "روح المسيرة" التي وحَّدت الشعب المغربي قبل 44 سنة، بمدنه وأريافه وقبائله ومرجعياته تحت لِواء الوطن، وبهذه الروح المواطنة شاركوا وساهموا بشكل جماعي عفوي وتلقائي في صنع مسيرة سلمية خضراء، لم يرفع فيها سلاح إلا سلاح القرآن وإيمان المتطوعين الذين اقتحموا الحدود الوهمية فدءاً للوطن. كما لوحظ من خلال ما يدور من حديث في حلقات مصغرة أثناء حفل شاي بذات المناسبة، أن جميع الحاضرين عبروا عن رفضهم للإساءة إلى الوطن الذي يحتضنهم من حر التشرذم والشتات ولن يسمحوا لأي كان أن يتطاول على الوطن أو يعرضه للإساءة، كما أجمعوا على أن الأقاليم الجنوبية بعد استرجاعها أصبحت فضاء للأوراش التنموية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، مما يُعزز إشعاع الصحراء كمركز اقتصادي وحلقة وصل بين المغرب وامتداده الإفريقي، واختتم بالترحم على شهداء الوطن .