مارس شهر الأنوثة والجمال و التقديس و الإجلال لكل نساء العالم مهما اختلفت دياناتهن أو لغاتهن أو مستواهن انه اليوم الذي يخلد للمرأة انجازاتها في مختلف المجالات و بخاصة المجال الأسري. إن اعترافنا بمجهودات المرأة لا يجب أن يخلد أو يحصر في يوم واحد لان المرأة تستحق أكثر مما منح لها على الأقل كتعويض لها عن أيام جاهلية العرب الدين وأدوها واحتكروها كسلعة تباع و تشترى في سوق الجواري. إن المرأة مازالت تعاني و ستعاني و ستظل كذلك لابد الآبدين لن يرحمها دين أو سياسة أو سلطة أو مجتمع مهما وصل من درجات الرقي و الازدهار وكأن المرأة دلك المخلوق التعيس الذي خلق لذرف الدموع و العبرات و الندم و الأسف على كونها امرأة . اليوم سأتحدث كامرأة بالدرجة الأولى وكفتاة ناظورية امازيغية مسلمة بالدرجة الثانية ولن أتحدث كباحثة في علم الاجتماع لان هدا المجال بعيد عني كل البعد. ولكن سأنطلق من حكم انني امرأة ثائرة تعيش في وسط مجتمع ذكوري مئة بالمائة و الدليل تواجدي هنا اكتب رغم محاولة بعض الجهات تكميم فاهي إلا أنني أثرت الكتابة كنوع من أنواع الاحتجاج الراقي ضد مجتمع ذكوري لا يرى في المرأة سوى الجسد و المتعة و الفضيحة. لقد منح جلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده حقوقا شتى للمرأة المغربية مستمدة طبعا من الشريعة الإسلامية ولا أدل على دلك وجودها في قبة البرلمان والحكومة بل ورفع من مستواها إلى درجة صارت فيه المرأة إلى جانب الرجل تقود قاطرة التنمية المستدامة للوصول إلى مستوى ارقي. ولكن ما يحز في نفسي و يؤرقني وجود نساء مازلنا يعشنا عصر العبودية وبخاصة في القرى و الأرياف حيث ماتزال المرأة تزوج بالفاتحة في سن 15 على الأكثر وحين وصولها 20 تصير مطلقة . وما تزال المرأة تضرب و تهان وتشتم وتعامل كحيوان نتن. وما تزال المرأة المغربية تصدر كسلعة جسدية إلى الخليج للمتاجرة بجسدها . وما تزال المرأة المغربية تستغل في دور الدعارة وسوق المخدرات ولا أدل على دلك وقوفك أمام بعض المحطات وبعض الحدائق تحس و كأنك رجعت القهقرى إلى زمن قريش وزمن الجواري 100درهم هدا ثمن شراء كرامة المرأة المغربية لما سنكذب على أنفسنا . وما تزال المرأة المغربية تقمع في مجال حرية التعبير و الدليل أمامكم فكم من رجل في تعليقاته يحبطني كلامه و يمارس علي سياسة التخويف و القمع و الاستفزاز و التجريح . ماتزال المرأة المغربية تقمع و تهان أمام معبر مليلية من اجل كسرة خبز. ماتزال المرأة المغربية تساق إلى بوعارك تحت الحاجة للقمة العيش وماتزال المرأة المغربية معرضة لخطر الطلاق في أي لحظة . باختصار ما تزال المرأة المغربية وعاء للمتعة و الإنجاب .أتمنى من بعض الجمعيات النسوية أن تقوم بوقفة 8 مارس ضد المجتمع الدكوري الغاشم وتقول بصوت واحد كفى من التمييز كفى من الظلم ونثبت للكل أننا نساء مغربيات امازيغيات مسلمات لنا كرامة و ننضبط لأعرافنا و تقاليدنا تحت مظلة الإسلام. ولنا في التاريخ الإسلامي نساء مسلمات كنا فقيهات و عالمات كامنا عائشة ولنا في خديجة رضوان الله عليها لأسوة في التجارة ولا ننسى طبعا شاعرات و كاتبات و طبيبات و باحثات و مثقفات استطعنا مضاهاة الرجال . وطبعا تحظرني هنا مقولة أن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة واتدكر الزعيم الليبي المجنون الذي لم يفلح في انجاز شيء سوى ثقته العمياء بالنساء ما جعله يعين حارسات شخصية له وهدا دليل واضح من أن المرأة في نظر القدافي رمز الأمان. أنا شخصيا احترم كل امرأة مهما كانت عقيدتها و بلدها و توجهها السياسي أو الايدولوجيا احترم نوال السعداوي و وفاء سلطان احترم المرأة اليهودية و المسيحية و الهندية و الإيراني و العراقية و الكردية والعربية لا لشيء إنما لأنها امرأة يكفيك شرفا أنها رمز الخصب رمز الأمومة و الحنان ومن هدا المنطلق أنا اليوم أقدم لها تحية إجلال تحية للمرأة الفلسطينية تحية للمرأة الليبية تحية للمرأة الامازيغية ... تحية لكي أمي الحبيبة و التي كنت رمز الكفاح و النضال {رحمها الله} تحية لكل امرأة امرأة كيفما كانت...