يبدو أن العنوان غامضا، كن بعده التحليلي سيجعله واضحا، كل حسب فهمه ووعيه ...ذات يوم،ناقشت بعض أصدقاء الأنترنت،فهذا مغربي مقيم بهولندا،وذاك مغربي مقيم بألمانيا،وأنا وأعوذ بالله من قول أنا مغربي مقيم بالمغرب بعد أخذ ورد في الكلام،وصل بنا النقاش إلى حد الجدال،فالمغربي المقيم بهولندا يدافع عن هذه الأخيرة قائلا : "نحن في هولندا نِعَمُ الله لا تُحصى،تكفينا عند ضيق النفس إطلالة واحدة من النافذة على الطبيعة الخلابة التي تتمتع بها دولتنا(هولندا)،ناهيك على بخس أثمان المأكولات والمشروبات و.....مسترسلا في كلامه:فأنتم يا مغاربة المغرب نحن من يزودكم بقوت عيشكم اليومي".هنا يقاطعه المغربي المقيم بألمانيا قائلا:"كفاك يا أيها الهولندي مجاملة،فنحن الألمان وفّرنا لكم النقل المريح وللعالم بأسره; لِمَ نصنعه من أفخم السيارات وأحدث الالكترونات تسهيلا للممارسة اليومية".أنهى المغربي المقيم بألمانيا حديثه،لِيَلِيهِ المغربي المقيم باسبانيا في الكلام ويقول:"نحن الاسبان كان ولازال رغم الأزمة التي نقبع فيها لنا الفضل على أوروبا والمغرب،فإسبانيا دولة لا مثيل لها في العالم". ...بعد كل ما أسلفت فيه الذكر،الى هنا سيحن دوري لأقول: أوروبا أصبحت بالنسبة للبعض كعكة طبخوها وهيأوها ليتقاسموا قطعها اللذيذة،أو كانت أرضا لِمِلْكِ أجدادهم وهم الورثة الشرعيين لها،وأصبحوا يتباهون بها. كفاكم مبالغة،كفاكم حقدا وكراهية،كفاكم كفاكم كفاكم........كلكم مغاربة أبا عن جد،لستم لا بهولنديين ولا بإسبان،ولا بألمان،ولا حتى بأوروبييين.فأنتم نجوم خضراء تحيطكم دمائكم الحمراء لتشكلوا رمز إحدى الجميلات،ترتمون عند عودتكم من غربتكم بين أحضانها،فهل من حضن أدفئ من حضن الوطن الأم؟؟؟ يكفيكم أننا كلنا شوق وحنين لملاقتكم في الصيف،يكفيكم أن عودتكم إلى المغرب في عطلكم الصيفية تثلجون صدورنا رغم حرارة مناخنا،يكفيكم أننا نذرف الدموع حين تنتهي فترتكم العطلية....يكفيكم يكفيكم يكفيكم حبنا لكم كإخوة في الله يا مغتربا عن أهله وأحبابه، نحن وأنتم فلذات كبد وطننا الأم، فإن أَخْطَأَتْ يوما في حقك،وذهبت وابتعدت وأطلت غيابك،فأنت ضيف ثقيل على من تظنه بلدك،وسَيَحِلُّ ذلك اليوم الذي لم تدرجه في حسبانك،وحده تراب وطنك من يغطّيك ويُكْسِيكَ