تدخلت جمعية "أُمم"، إلى جانب نظيرتها جمعية "رأفة"، اللتان تنشطان في مجال الدفاع عن الحيوان وحماية البيئة، على خط واقعة إعدام الكلاب الضالة رميا بالرصاص، بحي "المطار" الكائن بمدخل بمدينة الناظور، وهي النازلة التي تسببت في نشر حالة من الرعب والفزع في نفوس التلاميذ والأطفال، من جراء منظر الدماء الرهيب وصوت الرصاص. وجاء تدخل جمعية "أمم" ممثلةً في شخص رئيستها التي اِنقلت برفقة رئيسة جمعية "رأفة" إلى مكان الحادث، في أعقاب نشر شريط فيديو مثيرٍ أمس الثلاثاء، يوثق تفاصيل حملة الإبادة التي أجرتها مصالح الجماعة الحضرية ضد الكلاب التي تفيد الجمعيتان، أنها كلاب ملحقة ومحمية ولا تشكل أي خطر على سلامة المواطنين. ووقفت جمعيتا الرفق بالحيوان، على حالة صاحب "برّاكة" بالحي المذكور، جرى هدم محله غير المرخص صباح الأربعاء، من طرف السلطات المحلية، واقتياد صاحبه إلى مخفر الأمن، بعد إدلائه مباشرة بتصريحات حول واقعة إبادة الكلاب، والتي تضرر منها بعد أن تم تقتيل عدد من الكلاب كان يقوم بتربيتها ورعايتها. واعتبرت الجمعيتان أن إقدام السلطات المحلية على هدم البرّاكة المعلومة، ردة فعل إنتقامية مورست في حق صاحب هذا المحل، مستنكرةً ما تعرض له الأخير مما وصفتاه ب"الحيف والإجحاف" الذي طال شابا عاطلاً عن العمل كان يترزق من محله، ناهيك عن ما تعرضت له الكلاب المملوكة له، توضح الجمعيتان. من جهة أخرى، أوضح ممثل عن السلطات المحلية، أن الهاجس الذي يدفع إلى شن حملات تقتيل الكلاب، محركه الأساس هو الحفاظ على سلامة المواطنين، لذلك تباشر الجماعة مهمتها في هذا الشأن، وذلك بناءً على العديد من الشكايات التي يتم تلقيها من أوساط المواطنين حول الخطر المحدق بأطفالهم. جواب ممثلي السلطات، لم يقنع جمعية "أمم" ونظيرتها "رأفة"، اللتين دعتا إلى اعتماد حلّ بديل أنجع للحدّ من ظاهرة انتشار الكلاب السائبة، يتمثل أساساً في إجراء عمليات تلقيح وتعقيم الكلاب عوض شن حملات إبادة بأعيرة النار، خصوصا وأنه مشروعٌ حضاري أثبت نجاعته وفعاليته في التقليل من عدد الكلاب.