يبدو أن الطريقة البوعزيزية التونسية في الاحتجاج، والتي كانت منطلقا لثورة إسقاط نظام الديكتاتور زين العابدين بنعلي، قد أضحت تقليعة يقدم عليها ثلة من المواطنين بشرق منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط وشقها الغربي، إذ سجلت عشرات الحالات التي أقدمت على مثل فعل البوعزيزي بكل من المغرب والجزائر وموريتانيا ومصر والأردن والسعودية.. وكان آخرهم واحد من أبناء آسفي قام بحرق جزء من جسدة بمنزل العائلة قبل أن ينقل لمستشفى الخامس بالمدينة لتلقي العلاج وسط نعوت اتهمته بالاختلال العقلي. الملاحظون اعتبروا الطريقة البوعزيزية والتهديدات باللجوء إليها صرعة من صرعات ابتزاز الدول.. ومن بينها المغرب الذي سجل رقما قياسيا ب9 تهديدات في أقل من أسبوع سجلت بمدن ممتدة من شمال البلاد حتى مدينة العيون التي أقدمت فيها امرأة على قصد مبنى الولاية قبل التهديد بحرق نفسها وأبناءها جراء حرمانها من بطاقة إنعاش تستحقها على وضعها الاجتماعي الهش. مدينة قلعة السراغنة شهدت تهديد جزار بحرق نفسه بعدما صب البنزين على بدنه احتجاجا على حرمانه من شهادة مهنية، أما في بني ملال فقد صب بائع متجول مادة قابلة للاشتعال على ملابسه وطالب بمعاملته مثل زملائه الذين استفادوا من محال تجارية أنجزت لاحتواء أنشطة التجار المتجولين بالمدينة، كما أن بيضاويا قيل بأن له مشاكل إرث أحرق جزءا من بدنه بذات الطريقة البوعزيزية، أما بالسمارة فقد طالب مخمور بتمكينه من وثيقة إنعاش وطني حتى لا ينتحر بالنار، وهو ذات التهديد الذي وجهه أحد أبناء سيدي قاسم لإعادته صوب الوظيفة التي طرد منها سابقا.