احتفلت الجالية المغربية ببروكسل، مساء أمس الجمعة، بالذكرى ال 43 لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة في أجواء من الفرحة والاعتزاز والحماس الوطني. وجدد أفراد الجالية، الذين حضروا بكثافة لهذا الحفل، الذي نظمته القنصلية العامة للمملكة ببروكسل، تشبثهم وتعبئتهم اللا مشروطة والدائمة من أجل الدفاع على ثوابت الأمة ومغربية الصحراء. وفي كلمة بهذه المناسبة، أكد سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ محمد عامر أن ملحمة المسيرة الخضراء شكلت نقطة تحول في تاريخ المغرب مبرزا إرادة شعب بأكمله من أجل استكمال الوحدة الترابية للمملكة. وأوضح أن هذه المسيرة السلمية والمتحضرة مكنت المملكة من تحرير صحرائها من يد الاستعمار، مشيرا إلى أن الأقاليم الجنوبية تشهد اليوم " مسيرة أخرى " من أجل التنمية تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وفي هذا الصدد، سلط الدبلوماسي الضوء على التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي تحقق في هذه المنطقة من خلال إطلاق مجموعة من الأوراش الكبرى، أصبحت هذه الأقاليم بفضلها نموذجا حقيقيا للتنمية. وأضاف أن هذه الذكرى تشكل مناسبة ليس فقط لتخليد صفحة بارزة من تاريخ المغرب، بل أيضا فرصة لتجديد التعبئة من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة التي تعتبر " قضية وجودية بالنسبة لجميع المغاربة ". وأبرز في هذا الصدد نجاعة المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية والتي تعكس حسن نية المغرب لإيجاد حل دائم ونهائي للنزاع حول الصحراء المغربية. كما ذكر الدبلوماسي بالدعم القوي لهذه المبادرة من طرف المجموعة الدولية، وكذا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بفضل مصداقيتها وجديتها. من جهة أخرى، نوه السيد عامر بدعوة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى فتح حوار صريح ومباشر مع الجزائر، مشيرا إلى أن هذه المبادرة ذات أهمية كبرى من أجل تسوية الخلافات بين البلدين الجارين وفتح صفحة جديدة في علاقتهما الثنائية. من جانبه، قال القنصل العام للمملكة ببروكسل عبد الرحمان فياض إن المسيرة الخضراء، التي تشكل مصدر فخر لجميع المغاربة، أظهرت للعالم أجمع الإرادة القوية " لهذا الشعب الشجاع لتحقيق أهدافه من خلال كسر الحدود الوهمية بين أبناء الوطن الواحد ". وأضاف أن هذه العزيمة في الدفاع عن الوطن، تكرست مع مرور الزمن على الرغم من مناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة، مشيرا إلى "أننا نأمل في تسليم هذا المشعل لشبابنا ". وتم خلال هذا الحفل تكريم ثلاثة مغاربة مقيمين ببلجيكا شاركوا في المسيرة الخضراء، حيث تم إبراز قيم التضحية ونكران الذات التي أبان عليها هؤلاء المتطوعين استجابة لنداء جلالة المغفور له الحسن الثاني في أكتوبر 1975. وقال محمد الفيلالي أحد المشاركين في المسيرة الخضراء في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن هذا الحدث سيبقى محفورا في ذاكرته، مشيرا إلى أن الإحساس بالوطنية والحب غير المشروط كانوا وراء مشاركته في هذه الملحمة. وتميز هذا الحفل أيضا بتلاوة أبيات شعرية وأناشيد وطنية وكذا عرض شريط وثائقي حول " المسيرة الخضراء في العصر الرقمي ".l[