تسبب إضراب الشاحنات الذي يخوضونه منذ أيام المهنيون والسائقون في الإضرار كثيرا بتمويل الأسواق بالمواد المختلفة، بما فيها الغذائية، حيث أدى لغلاء أثمان الخضر والفواكه في بعض المناطق التي تستوردها، وكذلك لانهيار الأثمان بالنسبة لبعض الموارد التي يتم تسويقها والمتعلقة خصوصا بالثروات البحرية. وفي ميناء الحسيمة تم تسجيل يوم أمس انهيار ملحوظ في أثمان مفرغات الصيد التي تم بيعها بسوق المكتب الوطني للصيد البحري، وتم إيعاز هذا الانهيار للاضراب الذي يخوضه أرباب الشاحنات منذ مدة ليست بالقصيرة، وعدم توفر وحدات النقل الكافية لتسويق هذا المنتوج البحري، باتجاه المناطق المجاورة. وفي ذات السياق أفاد فريد بوجطوي رئيس جمعية التجار بميناء الحسيمة، في تصريح خص به موقع "التبريس"، أن يوم أمس سجل انهيار ملحوظ في أثمان الأسماك السطحية المعروضة، مؤكدا أن السبب الرئيسي في هذا الأمر يعود لاضراب الشاحنات الذي شل قطاع النقل الطرقي، مضيفا أن التسويق أصبح يتم فقط بسيارات النقل، التي لا تسع حمولتها لنقل الكميات المطلوبة من السمك للأسواق الخارجية، أين يتم ترويج النسبة الكبيرة من مفرغات البحر. فريد أكد أن سائقي الشاحنات باتوا يخشون من العمل ونقل السمك باتجاه الأسواق مخافة أن يتم اعتراضهم من قبل المضربين، وبالتالي فساد بضاعتهم من السمك التي لا تقبل الانتظار وتتعرض بسرعة للتلف، مضيفا أن نقل السمك تم فقط بواسطة سيارات النقل، حيث تعذر على منتوج السمك المفرغ بالحسيمة البلوغ للعديد من الأسواق بإقليم تاونات بسبب اضراب الشاحنات. الحالة هذه يعلق بوجطوي نتج عنها انهيار كبير في أثمنة السمك السطحي، موضحا أن ثمن الصندوق الواحد من السردين بسوق "الدلالة" كان يتراوح بين 120 و 200 درهم قبل الإضراب، بينما بعده انهار ثمنه بشكل كبير وأصبح يتأرجح بين 30 و 120 درهما. وتجدر الإشارة إلى أن مفرغات الصيد البحري تنتعش في ميناء الحسيمة، في هذه الفترة من السنة، التي تتميز بوفرة الأسماك السطحية، والسمك العابر، وقد يؤدي استمرار الاضراب إلى الإضرار كثيرا بأثمنة منتوج البحر عموما، وقد يؤدي الأمر لتوقف المراكب عن ركوب البحر إذا تفاقمت الأمور أكثر واستمرت أثمان السمك في التراجع. * عن الزميلة ألت بريس