لم يكن الطفل "إلياس"، 14 سنة، وهو يهُّم، قبل قليل من زوال اليوم الجمعة، بقطع الطريق من المقطع المخصّص لممّر الراجلين، على مستوى الخط الرابط بين أزغنغان والناظور، وتحديداً قرب محطة القطار الفرعية، يدرك أنّه سيُلاقي مصرعه بطريقة مأساوية، على يد سائقٍ متهوّر يقود سيارته على سرعة جنونية فائقة. ففي تفاصيل الواقعة المفجعة، لقيَ الطفل حتفه على الفور، بعدما صدمه سائق سيارة من نوع "ميرسيديس 190"، كان يسير بسرعة مفرطة باتجاه مدينة الناظور، غير مبالٍ بضوء إشارة المرور الحمراء التي تلزمه بحالة التوّقف، بغية فسح الطريق أمام المُشاّة والراجلين قصد العبور. ووفق إفادات استقتها "ناظورسيتي" من شهود عاينوا الحادث عن كثب، فإن السائق المعني، وبعد صدمه الضحية وأرداه قتيلاً، تدحرجت سيارته، ليصدم ثانيةً عربة نفعية من نوع "هوندا"، مما أصاب ركابيْن كانا على متنها، مُلحقاً بهيكلها خسائر مادية فادحة، قبل لوذه بالفرار صوب وجهة غير معلومة. واستدعت النازلة، هرع رجال الأمن المختصين إلى عين مكان، بحيث قاموا بتحرير محضر بناءً على إجراء المعاينة النظرية، فيما جرى نقل جثة الهالك، بواسطة سيارة "نقل الأموات"، إلى المستشفى المركزي بالناظور، بغية إيداعه مستودع الأموات، في حين تمّ نقل المصابين إلى المستشفى ذاتها، قصد تلقي العلاجات الأساسية. تجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أنّ مكان الحادث المشار إليه آنفاً، يعتبر لدى مستعملي الطريق، من النقاط السوداء، نتيجة وقوع عدد لا حصر له من الحوادث الطرقية المميتة على مستواه، ممّا بات لزاماً على المصالح المعنية العمل على خفض حدوثها وتقليصها، وذلك بتثبيت نقطة أمنية على خطّه والتكثيف من علامات التشوير الطرقي.