صور : نوح شملال أصبحت مدينة الناظور من المدن الغريبة على الصعيد الوطني تنضاف إلى غرابة بعض الأمور التي قد يصادفها المواطن العادي بالشارع أو بمكان ما يثير انتباهه، كأن يرى شارعا رئيسيا بمدينته مليء بعربات يجرها الحمير، وصيحات تجار لا تأبه للنظام بشيء، كأننا في حرب بدائية بطلها قوي وسلاحه من خشب الناظور فنيسيا المستقبل هو السمة الوحيدة التي سمعها أهلها على لسان أحد المسؤولين، وبما أن الهدم والتشييد والبناء والتصميمات نزلت على الساكنة مثل أمطار جارفة فما كان عليهم إلا الاستسلام لتلك القصاصات وانتظار ذلك المستقبل الزاهر لكن بمجرد أن ترى شيئا كالذي رأيناه بأحد أحياء المدينة قد يستفيق البعض منهم من نوم عميق، أو يشعر بأنه خرج من قاعة السينما ليعانق الواقع، وهو أن عمود كهربائي إسمنتي بحي براقة وبالضبط بتجزئة بلغودن، واقف على أربع أعمدة حديدية تصدأت عن آخرها حاملا خيطا كهربائيا وسط الشارع، سيتأكد كل من هؤلاء أنه حلم أو فيلم من أصناف الأفلام الخيالية، في أن يتحول الناظور إلى فينيسيا وذلك العمود الكهربائي ما زال موجودا بالمدينة ما هذه الصور إلا تعبير حقيقي عن وجود خلل كبير في البنية وليس في ذلك الاقتصاد الموعود لازدهار الناظور، بنية الإدارة، بنية المسؤولين، بنية المجتمع، وبنية المؤسسات الاجتماعية وبنية الأحزاب، هذه التي تعاني حقا من خلل يصعب معالجته مادمنا نرى تلك الصور في هذه المدينة التي لا تملك أهلا ولا عائلة، مدينة يتيمة والسلام