انعقدت الدورة الثانية للمجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق برسم سنة 2017، يوم الثلاثاء 19 دجنبر 2017، ترأس أشغالها الكاتب العام لقطاع التربية الوطنية، يوسف بلقاسمي، بحضور والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة- انجاد وعامل اقليم كرسيف وممثلو عمال صاحب الجلالة على اقاليم الجهة، والمديرون الاقليميون بالجهة واعضاء المجلس الاداري. وفي كلمة مقتضبة ابرز معاد الجامعي والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة انجاد، السياق الدي يطبع هده الدورة ، ويكسبها خصوصيتها المتميزة والتي كانت محورا لخطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطاب 2003، للنهوض بمنظومة التربية والتكوين، والدي شكل حافزا لهدا المشروع الوطني ، مركزا على ضرورة ايلاء عناية خاصة لاسترجاع الثقة في المدرسة المغربية. و اوضح السيد يوسف بلقاسمي الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية، رئيس الدورة، أن مشروع برنامج عمل هذه السنة يندرج في سياق استمرارية تفعيل الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، والتي تعكس تصورا مجتمعيا للمدرسة الجديدة، وخارطة طريق لإصلاح المنظومة التربوية، وهي الرؤية التي تم تصريف مجموعة من أولوياتها في إطار برنامج عمل الوزارة متعدد السنوات، كما يندرج في إطار إعمال مقاربة التحضير الاستباقي للدخول المدرسي 2018-2019. مشيرا الى ان المجهودات الاستثنائية المبذولة برسم الدخول المدرسي الحالي، حيث عرفت المؤسسات التعليمية تحولا ايجابيا على مستوى تأهيل الفضاءات المدرسية وتجديد الأثاث المدرسي، والحد من الاكتظاظ، معتبرا أن هذا التغيير الايجابي خطوة أولى لاسترجاع الثقة في المدرسة المغربية بفضل التعبئة العالية لمختلف المتدخلين والشركاء على كافة المستويات. داعيا الجميع إلى مضاعفة الجهود والتعامل مع هذه الأوراش المفتوحة بنفس المسؤولية والعزيمة والتعبئة التي أبان عليها الجميع خلال الدخول المدرسي الحالي، و استعرض في تدخله الأولويات المؤطرة لمشروع الميزانية برسم سنة 2018، من جهة اخرى شدد السيد الكاتب العام على ضرورة إيلاء عناية خاصة وتمييز ايجابي للمناطق ذات الخصاص، وتلك المتواجدة بالوسط القروي، حتى تصبح مؤسساتها في حلة جديدة ولائقة ترقى إلى مستوى المؤسسات التعليمية بالوسط الحضري. وفي إطار عرضه قدم محمد ديب عرضا مفصلا معززا بالمؤشرات الرقمية، تناول فيه الحصيلة الأولية لمخطط العمل المستمد من البرنامج الحكومي لقطاع التربية الوطنية وبرنامج عملها المميزن برسم سنة 2018 بكل عملياتها وتدابيرها وميزانيتها، سواء الاستغلال أو الاستثمار، واستعرض خلال هذا العرض اهم المحطات التي عرفتها الاكاديمية سنة 2017 ، معززة بصور توثق لهذه المحطات، واشار الى ان عملية الدخول المدرسي مرت في ظروف تربوية سليمة، وذلك بتعاون وانخراط مختلف المتدخلين والفاعلين على مستوى الاكاديمية والمديريات التابعة لها. وأضاف العارض، المؤشرات المتعلقة بالعناصر المستهدفة بالتتبع والمواكبة تعكس تحسنا ملحوظا، وركز في عرضه على مستجدات الدخول المدرسي 2017- 2018 ، المرتبطة خصوصا بتأهيل المؤسسات التعليمية والعمل على التغلب على اشكالية الاكتظاظ حيث اصبع عدد التلاميذ بالقسم 30 تلميذا بالنسبة للسنة اولى ابتدائي، ولا يتعدى 40 تلميذا بالقسم كحد ادنى بجميع المستويات كما تم اعتماد القسم المشترك بمستويين اثنين فقط وباقل من 30 تلميذا. واشار الى اهمية الاستغلال الامثل لبنيات الاستقبال المتوفرة بتشغيل مؤسسات التعليم الثانوي الاعدادي والتأهيلي ما بين الساعة 12 والثانية زوالا ، كما اشار في تدخله على اهمية تحسين جودة التعلمات وخاصة في اطار اعتماد المقاربة المقطعية في تعلم اللغة العربية بالابتدائي وكدا تعليم اللغة الفرنسية ابتداء من السنة الاولى ابتدائي بمنهجية التعلم الشفوي. وبخصوص مشروع الميزانية برسم سنة 2018، اشار السيد المدير أن ميزانيتي الاستغلال والاستثمار عرفتا ارتفاعا مقارنة مع السنة الماضية، حيث حُدد مجموع اعتمادات ميزانية الاستغلال في 217.320.000,00 درهم ، بالإضافة إلى نفقات موظفي الأكاديمية المحددة في 260.730.400.00 درهم. فيما بلغت الاعتمادات المخصصة لميزانية الاستثمار 446.269.000.00 درهم بزيادة 47 %. ولم يفت السيد المدير بالتذكير في عرضه ببعض المجالات التي تحتاج الى دعم ومواكبة والمرتبطة اساسا بتوسيع العرض التربوي وبالتدابير البيداغوجية، اضافة الى الشق المتعلق بمواصلة ارساء الحكامة الادارية والمالية. وخلال جلسة المناقشة، قاربت تدخلات السادة أعضاء المجلس، ما جاء في العروض المقدمة، متمنين مجهودات الاكاديمية لتحسين ظروف التمدرس على مستوى الجهة. وقد انصبت مجمل المداخلات على ضرورة البحث عن موارد أخرى للأكاديمية من خلال تعزيز الشراكات مع المجالس المنتخبة وجمعيات المجتمع المدني التي من شأنها دعم المنظومة التربوية محليا وإقليميا وجهويا، وخاصة المتعلقة بالنقل المدرسي من أجل إنجاح المدارس الجماعاتية في صيغتها الجديدة، وتحسين الوجبات على مستوى الداخليات والمطاعم المدرسية، وضرورة إجراء تكوين أساس ذي جودة لفائدة موظفي الأكاديمية بموجب عقود ومواكبتهم ميدانياً، واعتماد تمييز ايجابي لفائدة المناطق الجبلية القروية عبر تطوير وتنويع برامج الدعم الاجتماعي، وتوفير السكنيات للأطر التربوية لضمان استقرارها، والقضاء على مشكل الاكتظاظ، والحد من العنف بالمؤسسات التعليميات، وبدل المزيد من الجهود لإعادة الثقة في المدرسة العمومية، وأنسنة الداخليات وتأهيل المؤسسات التعليمية وتعويض البناء المفكك وترشيد الماء والكهرباء وغيره. عقب ذلك، أثنى رئيس الدورة على تدخلات السادة أعضاء المجلس وغيرتهم على القطاع اقتراحات ومبادرات، مقدما في هذا السياق عددا من التوضيحات حول منهجية الاشتغال داعيا كل الشركاء إلى تنويع مصادر التمويل لدعم مشاريع القطاع في المجالات الثلاث التي تتناغم ورؤية 2030 الاصلاحية. وبعد تقديم إجابات وتوضيحات السيد الكاتب العام لقطاع التربية الوطنية والسيد مدير الاكاديمية حول النقاط المثارة خلال المناقشة، تمت المصادقة بالإجماع على ميزانية الاكاديمية برسم سنة 2016 ومشروعي برنامج عمل وميزانية الاكاديمية لسنة 2018 ، بعد دلك تمت تلاوة برقية الولاء والاخلاص المرفوعة للسدة العالية بالله، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بمناسبة اختتام اشغال المجلس الاداري لأكاديمية جهة الشرق . وعلى هامش انعقاد المجلس الاداري لأكاديمية جهة الشرق، قام السيد يوسف بلقاسمي الكاتب العام للوزارة والذي كان مرفوقا بالسيد محمد ديب مدير الاكاديمية والسيد محمد زروقي المدير الاقليمي بزيارة تفقدية لمدرسة عبدالكريم الخطابي – جيل الفرصة الثانية – المخصص بتكوين وادماج الاطفال المنقطعين عن الدراسة، كما زار الوفد المركز الاقليمي للكفاءات العرضانية والتفتح الذاتي – ابن خلدون – والمخصص في تعليم اللغات الاجنبية، والانشطة الموازية المتمثلة في الشطرنج والمسرح و الموسيقى والاندية السنيمائية.