شهدت مدينة الحسيمة والمناطق المجاورة لها، خلال الشهرين الأخيرين، ارتفاعا ملحوظا فيما يخص محاولات الهجرة السرية في صفوف شباب الريف، وآخر مظاهر ذلك وصول 10 مراهقين يتحدرون من جماعة ترو كوت، المتاخمة لمدينة الحسيمة، إلى سواحل إسبانيا، سباحة، بعد أن فقدوا القارب المطاطي الذي كانوا يمتطون. وحسب مصادر محلية، فإن المهاجرين انتظروا بعد وصولهم إلى السواحل الإسبانية، بضع ساعات، قبل قدوم الحرس المدني الذي اقتادهم نحو المخفر، حيث زعموا أنهم فروا من المغرب خوفا من "القمع والعنف والاعتقالات في صفوف نشطاء الريف". في هذا السياق، ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، أن مصالح الإنقاذ البحري باسبانيا منشغلة هذه الأيام أكثر من المعتاد، بإنقاذ المهاجرين الذين يُخاطرون بأرواحهم في عرض المتوسط، وذلك بعد ارتفاع أعداد المهاجرين السريين الذين يَنطلقون من شمال المغرب. الغارديان أوضحت أن السلطات الإسبانية أوقفت يوم الأربعاء الماضي، حوالي 600 مهاجر يمتطون ما يزيد عن 15 قاربا من مختلف الأنواع، وهو أكبر عدد يُسَجّل لدى مصالح الإنقاذ بإسبانيا منذ سنوات، موضحة أن أغلب المهاجرين يستعملون القوارب المطاطية أو الخشبية، فيما يَستعمل آخرون الدراجات المائية للوصول إلى سواحل إسبانيا. وأرجعت الصحيفة التزايد الملحوظ في أعداد المهاجرين، إلى الأوضاع التي تشهدها منطقة الريف، التي تعتبر نقطة انطلاقة ، سيما أن عددا مهما من الموقوفين لدى السلطات الإسبانية، يتحدرون من هذه المنطقة، واختاروا القوارب هروباً من المتابعات الأمنية، حسب المصدر ذاته.