لم تمر الأيام الأربعة الأولى من رمضان كما كان يتمناها ساكنة جماعة أركمان خاصة وأن هذا الشهر جاء ساخنا جدا، وزاده أكثر حالات الإجرام والإعتداءات التي يتعرض لها الجميع سواء على الطرقات الرئيسية أو بالسوق الأسبوعي للجماعة وحتى المداشر والقرى ،إذ تم تسجيل عدة حالات قتل كان سببها الرئيسي إعتداءات مجانية ومزايدات في الكلام بين شباب طائش وبعض المتسوقين أو المارة ، والمؤسف أن بعض هذه الإعتداءات كانت ضد الأصول أي ضد الأقارب بل في حق أقرب الناس، وكانت أولى هذه الجرائم تلك التي هزت منطقة لهدارة خلال الأسابيع الماضية فبينما كان "لوكان ح " بأحد المقاهي المتواجدة بدوار أولاد محند السفلى ،على بعد حوالي 8 كيلومتر من مركز الجماعة ،وبعد مشادات كلامية مع أحد ساكنة الدوار ،باغته ثلاثة إخوة وأصاباه بمجموعة من الطعنات الغائرة على مستوى بطنه ،حتى أنه أصيبة أمعائه بتمزقات عدة ،لايزال الضحية في حالة يرثى لها بالرغم من مرور أزيد من 22 يوم على تلقيه الإعتداء ،قضى منها 19 يوما بقسم الإنعاش بالمستشفى الإقليمي بالناظور ،فيما لايزال المعتدون الثلاثة طلقاء بكل حرية بين جماعة أركمان ودوار أولاد محند العليا وفيما سكان قرية أركمان المركز ينتظرون آذان أول يوم من رمضان حتى قام شاب في سن الثالثة وهو في حالة هستيرية بالإعتداء على المتسوقين من ساكنة المركز وأصاب منهم ثلاثة أشخاص كل واحد منهم تختلف إصابته عن الاخر ،دونما أن يكترث أحد من حفظة الأمن للأمر ولا إلى ما ستؤول إليه جروحهم التي وصفت بالخطيرة ، وفي اليوم الخامس لهذا الشهر الكريم كانت المأساة أكبر وأكثر بشاعة، حيث أقدم أحدهم المعروف عنه سوابقه العدلية في مجال الإجرام ومن ضمن المبحوث عنهم على طعن شاب بمركز الجماعة بواسطة خنجر لم يسطع تحمل مضاعفات الطعنة بعد نقله إلى المستشفى الإقليمي بالناظور ليفارق الحياة بعد أقل من أربع ساعات وقت وصوله للمستشفى ، وإستمرارا لنزيف الأرواح خلال هذا الشهر الفضيل لقي أحد العاملين بالمجال الفلاحي بذات الجماعة ضربة قوية من طرف أحد زملائه في المهنة بعدما كانوا يحصدون نبتة الشمندر ،وذلك بواسطة منجل حديدي يستعمل في حصد النبة المذكورة ،أردته قتيلا على الفور بعدما أصيب على مستوى رئته ، هذا كله بالإضافة إلى الشجارات المتكررة والروتينية التي يعرفها سوق الجماعة اليومي ،فبالكاد يقترب موعد أذان المغرب حتى يسمع عن حالة أو حالات أخرى ناجمة عن إعتداء أو مشاجرة وعلى العموم، هناك قضايا وملفات شائكة ينبغي معالجتها من حيث المبدأ كإحدى مسببات ما يقع من أحداث داخل جماعة أركمان ، فالبطالة والفقر وتعاطي الناس لمهن وحرف بسيطة لا تستجيب لمتطلبات الحياة اليومية، كما هو الشأن بالنسبة للباعة المتجولين وباعة السجائر بالتقسيط ومستعملي العربات المجرورة، ناهيك عن الانتشار الواسع لتعاطي الأقراص المهلوسة"القرقوبي" والمخدرات الأخرى بشتى أنواعها ، كلها أسباب اجتمعت لتفشي ظاهرة الانحراف، هذا فضلا عن انعدام الوعي وغياب المرافق الاجتماعية في المناطق الهامشية وضعف البنيات التحتية، إنها عوامل متعددة تؤدي حتما إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعي بالجماعة ، حيث تسجل كثرة الجرائم من ضرب وجرح واعتراض سبيل المارة وإلحاق الخسائر بملك الغير وجرائم السرقة ،وما يجعل هذه الظواهر تنتشر أكثر وتتفشى غياب الأمن والردع الزجري للمعتدين وجعلهم عبرة للأخرين ،فكما سبق وأن قلنا فجل المعتدون والمجرمون المسببون للحالات المذكورة لازالوا طلقاء ،مما يشجعهم أكثر على مواصلة نشاطهم الإجرامي ،وإن إستمر الحال عى ماهو عليه فإننا قد نسمع خلال الأيام القليلة القادمة عن جرائم أخرى وبأشكال متنوعة أكثر جرما من غيرها