لاشك أن تغيرات الطقس وموجات الغبار، تساعد على تهيج الأغشية المخاطية لمجرى الجهاز التنفسي، مما يجعل التعرض للطقس المتقلب، وما يحمله من تلوث بعوادم السيارات والأتربة، أحد أهم أسباب زيادة حالات الربو الحادة والتهابات الحلق والأنف. فمجرد تعرض الشخص غير المصاب بالحساسية لكميات كبيرة من الأتربة والغبار، يمكن أن يسبب حالة من الإزعاج وضيق التنفس والعطاس وحكة الأنف والعين. أما بالنسبة للمصابين أصلا بفرط حساسية الجهاز التنفسي، وسوء التحكم في أعراض الربو، فعادة ما يتأثرون بشكل أكبر من الغبار والعواصف الرملية وتغيرات الجو المفاجئة. ويرجع السبب في ذلك إلى تهيج الغشاء المخاطي المبطن للقنوات الهوائية بشكل حاد، وإفراز المواد المساعدة على الالتهاب والاحتقان، مثل مادة "الهستامين" وغيرها، مما يؤدي إلى أعراض السعال، وضيق التنفس واحتقان الأنف، وبحة الصوت والإحساس المزعج بتقطر إفرازات الجيوب الأنفية إلى خلف الحلق. ويُعد ذلك من الأسباب الرئيسة لتدهور كثير من حالات الربو وفرط حساسية الجيوب الأنفية، مما يؤدي إلى زيادة عدد الحالات الطارئة التي تستقبلها المستشفيات، وارتفاع نسبة المراجعين لعلاج أزمات الربو، واحتمال تنويم بعضهم لعدة أيام نظرا لعدم استجابتهم الأوليّة للعلاج الطارئ. ومما يسبب زيادة أعراض المشكلة، التقلب السريع في حرارة الطقس، كما يحدث عند التعرض للهواء البارد في المنزل أو السيارة، مباشرة بعد التعرض للطقس مرتفع الحرارة في الشارع، أو العكس. ويُنصح لمرضى الربو الشُّعَبي، وفرط حساسية الأنف والجيوب الأنفية، عند بوادر الطقس السيئ أو المواسم المعروفة بارتباطها بتهيج الحساسية، كفصل الربيع الذي ينتشر فيه التعرض لغبار الطلح النباتي، يُنصح لهم بتجنب التعرض لتغيرات الطقس الحادة بقدر الإمكان، ومتابعة التقارير المحلية لمعرفة مدى كثافة التلوث الهوائي ونسبة الغبار، وارتداء الكمامات الواقية لخفض نسبة العوالق التي يتعرض لها الجهاز التنفسي، إضافة إلى مضاعفة جرعات المستنشقات الدوائية (البخاخات) التي تحتوى على مادة الكورتيزول عند تدهور الطقس للوقاية من انقباض الشُّعَب الهوائية، وزيادة إفرازات الأنف واحتقان الجيوب الأنفية. وبشكل عام، فإن الحرص على زيارة الطبيب بصفة منتظمة لأخذ النصائح المساعدة على التحكم في فرط الحساسية، كتجنب التعرض للقطط المنزلية والبخور أو دخان السجائر والشيشية، والانتظام في تناول العلاجات الوقائية خاصة الحديثة منها، مثل المستنشقات المحتوية على موسعات الشعب الهوائية ومادة الكورتيزول المضادة للالتهاب، ومضادات الليوكوترينز، وجديد مضادات الهستامين التي لاتسبب النعاس، إضافة إلى عدم الانتظار حتى تخرج الأعراض عن حدود السيطرة، له أكبر الأثر في تخفيف الآثار السلبية لتقلبات الطقس الحادة على الجهاز التنفسي وكالات