و يستمر مرض العصر بثبات في حصد المزيد من ضحاياه بين صفوف أبناء و بنات أقاليم الريف، فبعد يومين من توديع التلميذ محمد بنعمرلمثواه الأخير بجماعة بني بعياش بإقليم الحسيمة، ها هو يحط رحاله بتراب جماعة بني سيدال الجبل بإقليم الناظور و يودي بحياة المستشار الجماعي المرحوم المامون الماموني مساء أمس الجمعة 13 يناير 2017، و بذلك يتوالى سقوط ضحايا هذا المرض الخبيث كسقوط أوراق الأشجار في فصل الخريف واحدا تلوى الآخر بطبيعة الحال بعد معاناة طويلة و مزدوجة مع شدة الآلام و صعوبة الاستفادة من العلاجات الضرورية و التي لا تتوفر إلا في بعض الأقاليم كوجدة و فاس و الرباط. المرحوم المامون الماموني الساكن بدوار إمحوثن بتراب جماعة بني سيدال الجبل و المستشار الجماعي بذات الجماعة لولايتين و البالغ من العمر 52 سنة و الأب لثلاثة أبناء، و الممارس لمهامه الفلاحية بموطنه و الجزارة بمدينة ازغنغان منذ نعومة أضافره، بدأ يصارع و يكافح ضد مخالب هذا المرض منذ أواسط السنة الماضية بعد إجراء فحوصات و علاجات عديدة و لمدة لا يستهان بها بالناظور و بمدينة وجدة، إلا أن خطورة الداء و فعالية تأثيره السلبي على أعضاء الجسم أودت بحياة المرحوم الذي انتقل لجوار ربه مساء الجمعة. و بحضور أفراد عائلته يتقدمهم ولداه مصطفى و محمد و أخواه الأربعة و حشد كبير من المشيعين و في مقدمتهم قائد قيادة بني سيدال و رئيسة جماعة بني سيدال الجبل و رئيس الجماعة الحضرية بازغنغان و رئيس جماعة إعزانن و ممثلين عن جماعة بني سيدال لوطا و باقي الجماعات المجاورة و أعضاء و موظفي مصلحتي السلطتين المحلية و المنتخبة و باقي المؤسسات و الغير الرسمية بتراب الجماعة و بالمنطقة و فعاليات مختلفة ببني سيدال و وكسان و ازغنغان و غيرها و و ساكنة مختلف الدواوير – بحضورهم جميعا-، أديت صلاة الجنازة على الروح الطاهرة للمرحوم بالمسجد المركزي ببني سيدال الجبل بعد ظهر نهار السبت 14 يناير 2017 ووري جثمانه بمقبرة الجماعة. تعازينا الحارة لكافة أفراد عائلته الصغيرة و الكبيرة، رحم الله الفقيد و أسكنه فسيح جنته مع الصديقين و الصالحين و ألهم ذويه الصبر و السلوان. "إنا لله و إنا إليه راجعون".