طارق وأزواغ، أبرشان والوازاني، يحيى وبورجل، مصطفى والطيب، عزيز ومنعم، أحمد والأستاذ أحمد، محمد وغيرها من الأسماء وهي كثيرة طبعا، ومن الجهة الأخرى نرى بودهان ورشيد وناصر ووفاء وبشرى وعلال وسعيد وفوزي والحموشي وفاظمة والطيب وأسماء كثيرة، في حين رأينا إمرقان ومهرجان ومعارض وأشياء أخرى بهذه المدينة التي إصطلح عليها أحد أصدقائنا بمدينة الأساطير والغرائب، هذه كلها الصقور السياسية والأدبية والنضالية والأمازيغية أيضا، لمدينة وإقليم الناظور على مدى أكثر من عشرين إلى ثلاثين سنة، هذه هي الهياكل الفارغة التي بناها الناظوريون بأيديهم وجعلوها مقدسة وغير قابلة للنقاش من جميع النواحي ولكن بالماضي السلطة أيضا لعبت دورا هاما في صنع هذه الخشيبات الفارغة المحتوى حيث زورت وملأت صناديقهم الإنتخابية قصد تربعهم على المجالس المنتخبة بالإقليم وداخل قبة البرلمان دون أن يحركوا ساكنا، فجلسوا على الكراسي الوثيرة وراكموا ثروات كثيرة دون حسيب ولا رقيب، ولانراهم إلا من إنتخابات لأخرى كي يستغلوا ضعف وفقر العائلات وعوزها، يقسمون بعض النقود قبل حملاتهم الإنتخابية على بعض الشباب وبعض المتملقين، يصعدون إلى كراسيهم مرة أخرى، لتعود العائلات المعوزة إلى حالها السابق كأنها لم تنتخب مجلسا يسهر على مصالحها وبينياتها التحتية ومشاكلها المحلية وغيرها من الأشياء الأخرى أما اليوم فنحن نرى ناظورا غير الناظور القديم نحن نرى اليوم ناظورا آخر ناظور الشباب والوجوه الجديدة، ناظور التقدم كما يقال لدى بعض الأوساط، ولكن لاتقدم يذكر ولا تطور يلاحظ بل إن الناظور القديم كان أحسن وأرحم من ناظور اليوم، إن كنا نرى فيما قبل تلك الهياكل الخشبية التي جمعت كل أموالنا وأموال الشعب الناظوري من إختلاسات والإستيلاء على البقع الأرضية الثمينة وعلى الملك العمومي وغيرها فهذا معروف على المجالس الجماعية والمنتخبة التي تعاقبت على مدينة الناظور ونواحيها، فيما رأينا إختباء وحربائية الأدباء الناظوريون وإمتطائهم وركبهم على حساب الناظور لتحقيق مآرب شخصية أساسها النقود، فيما رأينا أيضا الجانب النضالي خصوصا في المجال المسرحي والأمازيغي شخصيات خبيثة تطفلت على الميدان وأرادت أن تغتني على حساب القضية العادلة للأمازيغ الأمر الذي لم يتحقق لهم طبعا لوجود أسباب كثيرة والتي سنتطرق لها لاحقا ولكن حدة التكلاخ الناظوري الحاصل اليوم أكثر من ذي قبل بأضعاف المرات، شباب في طور التكون لحمل مشعل التسيير بالمدينة والإقليم، جمعيات تخدم فرادى لأجل أغراض تشهيرية وشخصية محضة، سلطات قمعية لجميع المبادرات الشعبية، بنيات تحتية مهترئة، ويتكلمون عن التنمية الحاصلة بالإقليم والمشاريع الفارغة واللاتنموية التي شيدت على أرض أسيلت فيها دماء المقاومين الريفيين منذ عقود وقرون مضت، حملات تشهيرية للبعض ومشاريع تجارية يحسبها هؤلاء الشباب من المشاريع التنموية بالمنطقة، ظلم في صفوف المجتمع وتهميش بلغة أخرى، فقر مدقع داخل الهوامش وغيرها من المشاكل التي يتخبط فيها المجتمع الناظوري والريفي بشكل عام هؤلاء سواء منهم الشباب أو المسنين السابق ذكرهم إبتكروا طرقا جديدة للإغتناء والتشهير على حسابنا مرة أخرى، خصوصا أوقات الزيارات الملكية أو المناسبات الرسمية والشعبية، حيث كثر هذه الأيام سلوك يصطلح عليه "التملق" ولحس الأحذية من طرف هؤلاء، يستفزوننا بإدعائهم الوطنية ويتناسون التاريخ الذي يثبت أنهم من سلالات غير نقية، كأننا نحن لسنا وطنيين أو كأنهم الوحيدون من يغارون على هذا الوطن، ليس الشعور الوطني هو التملق لأي كان وليس الشعور الوطني هو الظهور أمام الملأ والتظاهر وإعلاء الصوت والإجهار بالوطنية والتشدق بها أمام الناس قصد خدمة المآرب الشخصية أتعرفون ما هو الشعور الوطني؟ أتعرفون ماهي إمارات الشعور الوطني؟ أتعرفون من هم الوطنيون؟ كلها أسئلة أتركها لكم لتجيبوا عنها، إن شباب الناظور وشيوخهم ومعلموهم اليوم يأخذون الوطنية على الشاكلة الإستقلالية والفاسية إن صح التعبير، فالوطنية لديهم هي خدمة المآرب الشخصية على حساب الإنسان والحيوان والبلاد والأدب والسياسة وعلى حساب كل شيء، إن الوطنية لدينا نحن لسنا مضطرين للتعبير عنها لأنها تسكن دواخلنا ولا تبرز إلا حينما يهدد مضمونها ألا وهو الوطن نفسه أو يهدد رمز من رموزه وأنا اليوم أتحدى هؤلاء الذين يدعون الوطنية حيث يتظاهرون أمام أبواب المؤسسات الأجنبية وأمام المؤسسات المخزنية أو أمام مجموعة من المقرات وأمام المجالس المنتخبة وغيرها، على أن يتظاهروا ويتضامنوا مع المعطلين في وقفاتهم الإحتجاجية التي ينظمونها ليس لأجل مآرب سياسية بل يناضلون فقط من أجل أن يعيشوا بكرامة داخل هذا الوطن العزيز الذي أخذتم كرامته بخنوعكم ولحسكم الأرض، أذللتم كل الريفيين وأذللتم كل المغاربة بتصرفاتكم الذلولة، أتحداكم أن تقفوا وقفة رجل واحد ضد الممارسات العنصرية التي يتلقاها المواطنون أمام وداخل الكومساريات، وأتحداكم أن تمثلوا ساكنة الناظور التي وضعت ثقتها فيكم ولو لمرة كي تحس أن لها ممثلوها، وأتحداكم أيها الوطنيون المزيفون والمتملقون أن تنتقدوا أوان تقولوا ولو كلمة حق مرة واحدة سواء ممن يدعون أنهم يمثلون المجتمع المدني أم من يمثلون الساكنة من خلال المجالس المنتخبة في ما يدور حول مدينة الناظور من بنيات مهترئة وهشة ومرافق ضعيفة، واتحداكم أن تكونوا نزيهين ولو لمرة في أي شيء تقومون به حينما تفعلون هذه الأشياء أنا أكيد أنكم ستحسون ولأول مرة بذلك الشعور الوطني الذي تبحثون عنه في أماكن أخرى في حين هو أمامكم، إن الوطنية مشتقة من الوطن والمواطن يعني إن أنت أردت أن تشعر بالوطنية يتوجب عليك خدمة هذين وليس واحد منهما فقط أو خدمة أشياء لا تمت بصلة لهما بتاتا، واسمحول لي أن أحيطكم علما ان أشد الخطيرين على البلدان والأوطان هم المتملقون