بمسجد ابنعساتا براقة تحت نفوذ جماعة الناظور وفي يوم الثلاثاء 11 رجب 1437ه الموافق ل 19 أبريل 2016م مباشرة بعد صلاة المغرب. اقام المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور وبتنسيق مع مندوبية الشؤون الإسلامية حفلا بمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج. واستهل الحفل بآيات بينات من سورة الاسراء رتلها جماعة طلبة مدرسة براقة القرآنية التابعة لمدرسة الامام مالك الأم بأولاد إبراهيم بالناظور. ثم بعدها تناول الأستاذ ميمون بريسول رئيس المجلس العلمي ومدير المدرسة كلمة نوه فيها بهذا الحفل الذي يأتي في وقته بمناسبة الاسراء والمعراج التي يتذكرها المسلمون كل سنة في شهر رجب الفرد. وشدد فضيلته على ضرورة تنظيم مثل هذه الاحتفالات قصد اخذ العبر والدروس، فالأمة الإسلامية تعاني من هموم شتى، ولابد من التخفيف من معاناتها بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسيرته وسيرة الصحابة. فالإسراء والمعراج كانت معجزة للتسرية عن الرسول صلى الله عليه وسلم والتخفيف من آلامه واحزانه التي أثخن بها في طريق تبليغه لرسالة ربه عز وجل. وإننا -يضيف ذات المتحدث- نعيد للتاريخ امجاده، عندما نقف على هذه المحطات المجيدة فنعلم ان الله سبحانه ناصرنا ويفتح لنا أبواب رحمته خاصة عندما نجتمع على كتابه نتدارسه ونتذاكره ونتفقد أهل القرآن الذين هم خاصة الله وأحباؤه. وبالمناسبة كذلك أشار الأستاذ إلى موضوع اللقاء الذي هو: إصلاح التعليم الديني قيمة مضافة لمؤسساته الدينية ومدارسه العتيقة، منوها بالمبادرة الملكية الكريمة التي صدر في شأنها بلاغ من الديوان الملكي ملحا على ضرورة النظر في برامج التعليم بصفة عامة والتعليم الديني بصفة خاصة، لأن التعليم الديني هو صمام امان الامة، يحمي ثوابتها ويشحن افرادها بقيم المواطنة الصادقة، فهو التعليم الأصلي الحقيقي الذي عرفته الامة منذ الفتح الإسلامي الأول، وبه كان وسيكون المغرب قويا عزيزا سائرا نحو التقدم والازدهار. وإصلاح هذا التعليم يعني بالدرجة الأولى العناية بحفظ القرآن الكريم رسما وضبطا، ثم حفظ المتون العلمية. فدراسة العلوم الشرعية والالمام بالعلوم العصرية واللغات الأجنبية، لأن أكبر مقصد منه هو تخريج علماء وفقهاء ربانيين يحمون بيضة وعقيدة ومذهب وسلوك اهل المغرب، وينشرون الخير والمعروف والصلاح في أرجاء العالم. ان التعليم العتيق هو صمام الأمان من كل غلو وتنطع وتطرف. والرسول صلى الله عليه وسلم الذي نحتفل بمعجزته اليوم انما بعث معلما ولذلك كان هدفه الأسمى منذ ان نزل عليه قول ربنا عز وجل: «اقرأ باسم ربك الذي خلق» ان يؤسس صرح العلم فبدأ بنفسه يتعلم ما يوحى إليه من ربه بواسطة جبريل ثم فتح أبواب التعليم على مصراعيها، فتخرج على يديه علماء وفقهاء في مختلف التخصصات صاروا يفتحون الامصار ويبنون صروح المعرفة في الإدارة والسياسة والاقتصاد والثقافة والعلاقات الدولية وغيرها. وختم السيد رئيس المجلس العلمي كلمته بتهنئة الطلبة والقائمين على مدرسة براقة ولجنة المسجد على هذه المبادرة الطيبة التي فيها ترحم على المحبسين والبانين والمؤسسين لهذا المسجد وهذه المدرسة، وفيها كذلك تشجيع للمزيد من العناية بكتاب الله تعالى. وبعد هذه الكلمة تم تكريم الإمام المحفظ والقائمين على مدرسة براقة، وكل طلبة المستوى الرابع ابتدائي وطلبة حفظ القرأن الكريم بجوائز رمزية تشجيعا لهم على جديتهم ومواظبتهم، وكانت هناك امداح واناشيد ثم الختام بالدعاء الصالح لأمير المومنين.