على بعد كيلومترات من الوصول إلى مقلع الأحجار المتواجد بالجماعة القروية مطالسة باقليم الدريوش اضطر سائق السيارة التي كانت تقل طاقم ناظورسيتي نحو ذات المقلع إلى التخفيف من سرعته، بعد ما فوجئ بشاحنة محملة بأطنان من الحجارة، كانت تسير بسرعة بطيئة ، وضجيج فراملها يسمع من بعيد بسبب الانحدار الشديد لهذا الطريق الوحيد الذي تؤدي الى دوار اولا ادريس تستعملها شاحنات المقلع و سيارات المواطنين رغم خطورتها الكبيرة على حد قول عرفات الطلحاوي أحد الفاعلين الجمعويين بالمنطقة... تعود بداية الأشغال في استخراج الأحجار من هذا المقلع -حسب الطلحاوي - إلى الشهور الاخيرة من السنة الماضية، وهو في ملكية إحدى الشركات المختصة في إستخراج الاحجار ، حصلت على رخصة الاستغلال من طرف مدبري الشأن العام المحلي دون مراعاة لأي اعتبار، سواء تعلق الأمر بالجانب البيئي أو الصحي وغيره، حيث يتبين أن الشركة، لا يهمها سوى إتمام إستخراج الاحجار ، ثم ستغلق المقلع وتغادر الشركة المنطقة لتترك الجماعة تواجه مصيرها بنفسها فعلى طول جبل محند أوفارس المعروف بالمنطقة البالغ حوالي خمسة كيلومترات، أصبحت أوراق الحشائش و الاشجار صفراء فاقع لونها ، بسبب الغبار المتطاير من المقلع ، و البعض الاخر مغطى بشكل كامل تحت أطنان من الأتربة والأحجار الممتدة على جزء كبير من مساحة الجبل. هذه الصور وغيرها كانت كافية، لنستحضر بقوة معاناة ساكنة القرية ، قبل اللقاء بهم والذي دام عدة ساعات، وتضمن ايضا زيارة لمحيط المقلع، ومجموعة من المساكن، والاستماع لفعاليات جمعوية ، حيث توصلنا إلى أن المقلع المذكور، يتسبب يوميا في مقتل الثروة الحيوانية والنباتية ويلوث البيئة، ويقتل الإنسان بدوره ولو بشكل بطيء عن طريق استنشاقه اليومي للغبار المتطاير. في مقابل ذلك، نجد أن السلطات المحلية، بقيت مكتوفة الايدي .. و تتلخص مطالب السكان في فتح تحقيق فوري في هذه الأضرار التي يتسبب فيها هذا المقلع، لوضع الجميع أمام مسؤولياته في تعريض البيئة والساكنة والحيوان والغطاء النباتي لأضرار. كما يطالبون عاجلا بوقف عملية تكسير الأحجار وتعطيل العمل ليلا، خاصة وان المنطقة محمية للقنص وتتوفر على ثروة حيوانية هامة ما يجعلها وجهة سياحية هامة لأبناء المنطقة خاصة القاطنين بالخارج ..