إهتز الشارع الرياضي المغربي بصفة عامة والناظوري بصفة خاصة على وقع نزول الفريق التاريخي لمدينة الناظور إلى القسم الجهوي ، بعدما تكالبت عليه الظروف ، و أوهنته المشاكل ، لينقلب من فريق كانت أعتد الأندية المغربية تضرب له ألف حساب ، لفريق أصبحت ترقص فوق عظامه فرق لم يسمع بصيتها من قبل. فريق هلال الناظور عانى هذا الموسم الأمرين و بين عشية و ضحاها تحول من فريق ينافس على بطاقة الصعود لفريق يعاني شبح النزول ، فبعدما كان يتوقع جميع المتتبعين في بداية الموسم أن ينافس الفريق على مقارعة أندية القسم الوطني الثاني هواة شطر الشمال الشرقي من أجل الظفر ببطاقة الصعود للقسم الأول هواة ، بحكم تاريخه الكبير و في ظل تواجده ضمن مجموعة فرق يمكن إعتباره وسطها بالشيخ ، بل على الأكثر من ذلك يعتبر الفريق الوحيد الذي سبق أن مارس في القسم الوطني الأول لعدة مواسم ، لكن تمشي الرياح بما لا تشتهي السفن. بداية الهلال الرياضي الناظوري في بطولة هذا الموسم كانت جيدة في الثلث الأول من البطولة بحكم تحقيق الفريق لخمس إنتصارات و تعادلين و ثلاثة هزائم في عشر مباريات، حقق من خلالها 17 نقطة بفارق ثلاثة نقاط آنذاك عن صاحب الصدارة ، بداية معاناة الفريق بدأت تتضح جليا في الثلث الثاني من البطولة بعدما حققت الكتيبة الهلالية 7 نقاط فقط في عشر مقابلات ليبتعد بذلك عن المنافسة على بطاقة الصعود ، لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن يصبح فريق الهلال ضمن الفرق المهددة بالنزول، ولعل أبرز المتشائمين كان يضن أن الفريق سيحتل وسط الترتيب طالما لم يعد بمقدوره تحقيق حلم الجماهير الهلالية ، إلا أن الجميع تفاجأ بعد مرور الثلث الأخير من البطولة بعدما إنطفأ نور الهلال و لم يجد أحداً يسعفه من أجل ضمان بقائه ضمن حضيرة القسم الوطني الثاني هواة ، ليغرق بذلك في جحيم القسم الشرفي. الوضعية التي 0ل إليها الهلال الناظوري لم تأتي وليدة الصدفة و لا يتحملها شخص أو إثنان ، بل هي نتيجة حصدتها جميع مكونات الفريق، بل و جميع الرياضيين و المسؤولين بمدينة الناطور ، نتيجة يتحملها بدرجة أولى المكتب المسير للهلال و كذا اللاعبين و الإدارة الفنية ، و يتكبدها الجمهور العريض ليس داخل مدينة الناظور فقط بل حتى خارجها في مختلف مدن المملكة. إنه لمن المحزن أن نرى فريقا بحجم الهلال، يمر بمرحلة كهذه ليكون التاريخ شاهدا على إندحار الفريق عاما بعد 0خر نحو الأقسام السفلى ، هلال الناظور فريق كبير و له جمهور كبير و غيور ، فمن يا ترى عكر ماء الهلال ؟ هل المسيرون أم السياسيون أصحاب الكلام المعسول ؟ أم أن ظروفا قاهرة أودت بالفريق للهاوية ؟ و كما يقال أهل مكة أدرى بشعابها. وحدها الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن كل هاته التساؤلات. نتمنى أن يعود الهلال أقوى مما كان عليه و أن يعود لمكانته المعهودة ، بعيدا عن كل المشاكل و الإنقسامات و الصراعات من أجل تحقيق أهداف شخصية..