شوهد صباح اليوم الثلاثاء، على مستوى كورنيش وسط مدينة الناظور، استنفار عددٍ من العمّال التابعين للمصالح المختصة، وهم يباشرون على قدم وساق أشغالاً مكثفة بعين المكان، حيث يجرون عمليات إطلاء وتبليط الجدران الخلفية والجانبية لمنبى عمالة الإقليم، كما يقومون بأعمال تنقية محيط الكورنيش وتشطيب أرصفته من مقذوفات ومخلفات بحيرة مارتشيكا التي تراكمت طيلة أيام نتيجة تدفق المياه بفعل الرياح القوية. وفي الوقت نفسه عاينت عدسة موقع ناظورسيتي مجموعة أخرى من العمّال يقومون بتزيين طوار الكورنيش المحاذي لمقر العمالة، وذلك بغرس شتلات الورود والزهور من شتّى الصنوف ومغروسات أخرى وسط المساحات المخصصة لذلك، إلى جانب صباغة الأرصفة على طول شارع الكورنيش المقابل لهذه الأخيرة. ويأتي هذا التأهب في إطار الاستعدادات الجارية من أجل إستقبال وفود مشاركة ضمن سباق البطولة الدولية للدرّاجين لسنة 2015، حيث يتعين أن تحط رحالها بمدينة الناظور بعد غدٍ الخميس وفق ما هو مقرّر، إذ سيتخذها متسابقون من ذوي جنسيات شتى عبر العالم، محطة للمرابطة لمدة يومين، قبل إستكمال السباق نحو حاضرة الحسيمة. بيد أن التساؤل العريض والمستفز الذي يطرح نفسه بحرقة، مع هذه الديباجة المُحْدَثة حالياً بهدف تنميق خريطة الشوارع التي ستمّر عبرها الوفود الأجنبية المشاركة في السباق، هو أليست ساكنة الناظور تستحق هي الأخرى أن تنعم برؤية ورود وأزهار ملوّنة، وجدران مطلية، وكورنيش خالٍ من القمامة وطرقات تحوي طلاء ممر الراجلين، وتنعم بمثل ما يعّد له الآن على شرف الضيوف؟ أم لعلّه المواطن الناظوري ذو تركيبة أقرب إلى... منه إلى البشر، لذلك فهو قطعاً لا يستحق العيش سوى وسط حدائق جرداء وأحراش وأشجار ذابلة وشوارع متسخة على الآخر ومستنقعات أوحال؟ لا ننتظر جواباً، بل فقط نطّل على صحراء من الأسئلة الحارقة نعرف مسبقاً إجاباتها على رأي الشاعر محمود درويش..