كثيراً ما يثير غلاء تذاكر السفر الجوي عبر بعض الرحلات المتجهة صوب المطار الدولي للعروي، لاسيما الرحلات الجوية القادمة من بلدان أوربا، في مقابل خفض تذاكر نفس الرحلات المتجهة من نفس البلدان في اتجاه مطارات أخرى، كما هو حال لبعض الرحلات الجوية صوب مطارات فاس-سايس أو وجدة أنكاد أو مطار محمد الخامس بالدار البيضاء. وقد سبق لأفراد الجالية المقيمة بالخارج أن اشتكت من الأمر معتبرة إياه عملاً موجّهاً الهدف منه تشجيع هؤلاء من استعمال هذه الرحلات عبر أسعار تفضيلية ومخفّضة، رغم أن أغلبهم ينحدر من مدن الريف والشمال. كما أن هذه الشكايات كانت موضوع تدخلات وأسئلة برلمانيّة طرحت هذا الإشكال المسجل باستمرار، خاصة على مستوى الرحلات التي تحتكرها الخطوط الجوية الملكيّة، بما فيها رحلات قادمة من فرنسا. في هذا السياق يمكن تفسير انخفاض عدد الرحلات الجوية التي توافدت خلال سنة 2014 على مطاريْ الشريف الإدريسي بالحسيمة ومطار العروي بالناظور، في مقابل ارتفاع الرحلات المتجهة صوب مطار فاس-سايس. من جهة أخرى، سبق أن سجلت شكايات مواطنون وعائلاتهم على إثر إلغاء بعض الخطوط الجوية والرحلات القادمة من وإلى مطار الحسيمة، مما يضطر معه أبناء الإقليم إلى استعمال رحلات أخرى في اتجاه مطارات أخرى. ينضاف إلى ذلك تسجيل ارتفاع أثمنة تذاكر الطائرات المخصصة للرحلات الجوية اتجاه بعض المدن الداخلية، إذ أن تذكرة سفر من مليلية إلى أي مدينة اسبانية أخرى أقل بكثير من تذكرة السفر من الناظور إلى مدينة مغربية. فهل سيتم مراجعات الاختلالات المسجلة في هذا الشأن؟ وهل سيتم تصحيح الوضع نحو الأفضل الذي يضمن تنافسية متوازنة وأثمان تذاكر معقولة ومناسبة مع تجويد الخدمات المقدمة؟ وهل ستحرص الجهات المعنيّة على خلق سياسية تواصلية تهدف إلى متابعة المشاكل التي تعترض سبيل عدد كبير من أفراد الجالية والاستماع إليها؟