شهدت بلدة بني أنصار وتحديداً عند مدارها الطرقي الكائن وسط المدينة، زوال أمس البارحة، وقوع حادث اعتداءٍ أسفر عن إصابة أحد المتشردين بجرحٍ غائر على مستوى العنق، بعد تلقيه طعنة بسكين من الحجم الكبير كادت تودي بحياته على يد متشرد آخر كان برفقته. الحادث حسب إفادات الشهود، اِستدعى حضور عناصر المصالح الأمنية المختصة، التي قامت بالمُعين إزاء النازلة، كما تمّ نقل الضحية إلى المستشفى الحسني بالناظور، قصد تلقي العلاجات الضرورية. وهذه فقط واحدة من حوادث الاعتداءات المتكررة بشكل شبه يومي بمدينة بني أنصار، إذ معروفٌ أنّ الأخيرة يتوافد عليها بكثرة شبابٌ يتحدرون من مناطقَ ومدنٍ شتّى، سعياً وراء إحقاق حُلم العبور إلى الضفة الأخرى، حيث "الفردوس الأوروبي" المُدغدغ لأوتار أحلامهم العَصّية على التغيير، لذلك يرابطون عند هوامش البلدة المذكورة أسابيع وأشهر مديدة وأحيانا قد تصل فيها فترات مكوثهم لأعوام بحالها، من أجل تصيّد فرصة سانحة تخوّلهم "الحريك" عبر باخرة للمسافرين يمخرون على متنها عباب البحر نحو ضفاف شبه الجزيرة الإيبيرية، وإلى ذلك الحين فالحياة عندهم مُؤجلة إلى إشعار آخر، ما يُفسّر إقدامهم ليل نهار على تخدير الذات بكل الوسائل المتاحة لتغييب الوعي الذي يستنكفون عن استفاقته في ظلّ واقع ووضع مرفوضين. وفي غضون إقامتهم بالبلدة الحدودية بني أنصار، يعمد هؤلاء التوّاقون لبلوغ "يوم" قد يأتي وقد لا يأتي، إلى التعاطي بشراهة لجميع صنوف وأشكال المخدرات، ممّا ينتج عن ذلك حوادث اعتداءات مماثلة، تصل إلى حدّ ارتكاب جرائم إزهاق الأرواح، وأقلّها تُسفر في أحايين عدة، عن إصابات خطيرة تُبقي ضحاياها أصحاب عاهات مستديمة مدى الحياة، سواء في صفوفهم أو في صفوف المواطنين الذين تطالهم الاعتداءات التي يتسبب فيها المتشردون.