لقد مر ما يزيد عن عشر سنوات على الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالة محمد السادس بمدينة الحسيمة يوم الخامس و العشرين من مارس 2004 ، مباشرة بعد زلزال 24 فبراير من نفس السنة. و منذ ذلك الحين و جوهرة الشمال تعرف قفزة بعد أخرى في مجالات التنمية و الرقي و الازدهار. منها مثلا المحطة البحرية التي صارت متنفسا عبر البحر المتوسط نحو الضفة الجنوبية لأوروبا. ثم أيضا الطريق الساحلية ما بين الحسيمة و الناظور. هناك بعد ذلك مطار الشريف الادريسي الذي تمت توسعته و تجهيزه حسب المتطلبات التقنية العالية. و مما أثلج صدور سكان المدينة أيضا خلق كورنيشَيْ "سيبادييا" و "كيمادو" و منتزه حديقة "كالابونيتا" الذين أصبحوا فضاءات للنزهة و ممارسة الرياضة و الترويح عن النفس. أما ساحة محمد السادس التي هي قلب الحسيمة النابض فلقد تمت إعادة هيكلتها و خلق نافورات مائية و حدائق غنٌاء في مختلف جوانبها، مما جعلها تغصٌ بآلاف الناس خاصة أيام المناسبات الاحتفالية. واسطة العِقد هو انضمام "خليج الحسيمة" إلى "النادي العالمي لأجمل خلجان العالم". ففي أوائل دجنبر 2013 قام وفد من مدينة الحسيمة بزيارة لمملكة الكامبودج لحضور الملتقى التاسع للنادي المذكور أعلاه قصد تقديم ترشيح الخليج في حظيرة المجموعة العالمية الغير حكومية. و يومَيْ 3 و 4 مارس 2014، استقبلت مدينة الحسيمة وفدا متكونا من السيد كومبا ندوفين ديوف النائب الأفريقي لرئيس "نادي أجمل خلجان العالم"، رئيس جهة "فاتيك" السنغالية و الوزير السنغالي السابق للعلاقات مع البرلمان، و السيد محمد أوضمين نائب رئيس جهة سوس ماسة درعة و رئيس الغرفة التجارية بنفس الجهة، بصفتهما المشرفان على خليجَيْ "سيني سالوم فاتيك" السنغالي و "أغادير" الأطلسي المغربي. أثناء معاينة الوفد للخليج المذكور و المناطق التي تحدٌه سواء من الشرق أو من الغرب، عبٌر رئيسه السيد ديوف في فيديو مصور عن اعتزازه بانتماء هذا الخليج إلى القارة الأفريقية الذي هو من أبناءها. و وعد بأن نتائج التقرير النهائي سوف تصدُر من مقر النادي بفرنسا يوم 8 مارس، الشيء الذي تحقق فعلا. و ستتسلم الحسيمة شهادة انضمام خليجها إلى النادي العالمي في أكتوبر 2014 المقبل. مزيدا من التألق، مزيدا من الاشعاع و مزيدا من مواكبة النمو و الازدهار يا جوهرة المتوسط، في ظل حكم جلالة محمد السادس نصره الله.