عرف إقليم الدريوش خلال السنوات الأخيرة وكغيره من الجهات والمناطق المغربية الأخرى، تحولات عميقة ومتباينة في عدة مجالات منها الاقتصادية والاجتماعية.. مما نجم عنها أثر كبير في بروز تحولات مجالية هامة تمثلت في تراجع السكن الريفي، وبروز أنماط جديدة من السكن العصري. وتشكل قرية لعسارة التي تتميز بقدم التعمير حيث يوجد بها أكثر من ربع المساكن يتجاوز عمرها حوالي قرن من الزمن معظمها مهجورة، (تشكل) نموذجا خصبا للوقوف عن طبيعة ونوعية هذه التحولات التي مست السكن الريفي ببوادي إقليم الدريوش، حيث يتميز بها الأخير بتباين صارخ بين الوحدات السكنية القريبة من المحور الطرقي الذي يقطعها وغيرها من المداشر الأخرى البعيدة، رغم أن الميزة المشتركة بينهما هي تراجع السكن القروي لصالح أنواع أخرى عرفت تجديدا معماريا تجلت في الطابع الحضري للتصميم ومواد البناء وكذا التجهيزات العصرية، وقد تمثل هذا التغير في المواد المستعملة في البناء سواء في الجدران أو في السقف حيث نلاحظ أن الإسمنت والأجور هي المواد التي أصبحت تعتمد في عملية التشييد على صعيد المنطقة. كما أن تطور أشكال السكن بلعسارة لا يعكس فقط حجم وطبيعة التحولات المجالية والاقتصادية التي أصبحت تعرفها هذه الأرياف، ولكن يسمح أيضا بقراءة بعض مظاهر التراتبية السوسيومجالية التي أفرزتها تلك التحولات، خاصة عندما يتعلق الأمر بظهور أنماط من المساكن الراقية ومنازل فاخرة في حوزة فئات ميسورة معظمها من الجالية المقيمة بالمهجر.