تعاني العديد من الدواوير والمداشر التابعة لمنطقة "لعسارة" من صعوبات كبيرة على مستوى توفير الماء الشروب، وتزداد حدة هذه الأزمة خلال فصل الصيف باعتبار أن الساكنة تضطر إلى قطع مسافات طويلة وبشكل يومي من أجل التزود بحاجياتها الضرورية من هذه المادة الحيوية. ونشير في نفس السياق إلى أن المشاكل المرتبطة بتوفير المياه تعد بمثابة العامل الحاسم وراء استفحال ظاهرة الهجرة بهذه المنطقة في اتجاه المدن الكبرى والمراكز الحضرية الصغرى المجاورة، بحيث تشكل قرية لعسارة إحدى أبرز المجالات الريفية بإقليم الدريوش التي تعاني من خصاص حاصل على مستوى توفير مياه الشرب، كما أصبحت أزمة الماء تطرح نفسها بحدة في السنين الأخيرة من جراء الوضع الذي آلت إليه بعض نقط الماء التي شكلت المصدر الرئيسي لتزود السكان بالمياه، خاصة بالنسبة لبعض الآبار التي أضحت مياهها فاسدة ولم تعد صالحة للاستعمال من جراء غياب شروط الصيانة وتراكم مختلف أشكال النفايات بداخلها. وقد زاد هذا الأمر في تعميق المعاناة لدى ما تبقى من الساكنة التي تضطر إلى قطع مسافات طويلة ومضاعفة لجلب المياه من أماكن بعيدة كما هو الشأن بالنسبة لبعض العيون وكذا الآبار الخاصة باعتبار مياهها آمنة وصالحة للاستعمال، وهذا الأمر جعل الساكنة المحلية في الآونة الأخيرة تطالب من السلطات والجهات المسؤولة والمختصة بضرورة التدخل ومحاولة وضع حد لمعاناتهم، وكذا رفع حصار التهميش عن طريق توفير هذه المادة الحيوية وتقريبها إلى الساكنة، خاصة وكما هو معروف بأن هناك بعض الآبار على مستوى منطقة "لعسارة" والتي شيدت لهذا الغرض من قبل السكان "الجْمَاعة" تتوفر على احتياطات مائية هامة، لكنها بقيت عبارة فقط عن حفر مائية تنقصها التجهيزات والمعدات اللازمة كالمضخات والخزانات، وذلك حتى يتسنى التخفيف ولو جزئيا من وراء معاناة الساكنة في جلبها للمياه