جددت الجزائر تأييدها لجهود المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس "الحثيثة"، في رد فعل سريع على انتقادات المغرب، الذي اتهمه "بالتحيز" وسحب منه الثقة. وكانت الحكومة المغربية قررت الخميس "سحب الثقة" من روس، الذي تولى مهامه في يناير 2009 ووصفت قراراته بأنها "منحازة وغير متوازنة". وذهبت بعض التحاليل الإخبارية في المغرب إلى القول بأن الحكومة المغربية كانت تنتظر حدوث تغير في الجزائر بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في العاشر من مايو الماضي، باتجاه صعود قوي أكثر قابلية للتعاون مع نظيرتها المغربية، غير أن ذلك لم يحدث. ومن جهتها، عبرت الجزائر عن موقفها الداعم للمبعوث الأممي كريستوفر روس لعدة اعتبارات، لخصها الناطق باسم الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، في قوله لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الجزائر أيدت باستمرار الجهود الحثيثة التي يقوم بها السفير كريستوفر روس لمرافقة الطرفين، المغرب وجبهة البوليساريو، في البحث عن حل سياسي عادل ودائم ويحظى بموافقة الطرفين ويعطي حق تقرير المصير للشعب الصحراوي". وجدد المتحدث الإشارة إلى التقرير الأخير للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية المستعمرة الإسبانية السابقة التي ضمها المغرب في 1975، والذي كان وراء الموقف المغربي، بقوله إن "التحديات الحقيقية التي تطرح على مهمة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية، والتي شكلت خلفية التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة، تستحق بالتأكيد أن تدرس بهدوء وشجاعة في أفق تعزيز ولاية هذه المهمة بناء على القرار، الذي تبناه مجلس الأمن الدولي في 24 أبريل الماضي". وفي هذا التقرير، الذي سبق تبني القرار الدولي الذي مدد سنة مهمة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية، جرى انتقاد بعض التصرفات المغربية حيال عمل القبعات الزرقاء في المنطقة. كما طلبت الأممالمتحدة من المغرب "تحسن وضع حقوق الإنسان" في الصحراء الغربية. ويبدو أن هذه الانتقادات المتضمنة في التقرير الأممي هي التي سرعت أكثر بقرار المغرب سحب الثقة من المبعوث في الصحراء الغربية كريستوفر روس.