دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ رئيس لجنة القدس٬ في رسالة وجهها إلى المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس الذي انطلقت أشغاله٬ يوم الأحد بالدوحة٬ إلى بلورة استراتيجية شاملة في إطار من التناسق والتكامل بين العمل العربي والإسلامي المشترك للدفاع عن القدس. 26 فبراير 2012 وقال جلالة الملك في هذه الرسالة التي تلاها رئيس الحكومة٬ السيد عبد الاله بن كيران٬ "أدعو إلى بلورة استراتيجية شاملة ومتعددة الأبعاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وروحيا وثقافيا في إطار من التناسق والتكامل بين العمل العربي والإسلامي المشترك وذلك بتعبئة كل الوسائل والإمكانات والقدرات للدفاع عن هذه المدينة السليبة". كما دعا جلالته إلى إقامة "تحالف عالمي بين كل القوى الحية الملتزمة بالسلام والمؤمنة بقيم التسامح والتعايش لإنقاذ مدينة السلام" دفاعا عن القدس والمقدسيين. وطالب صاحب الجلالة بالتحرك لوقف مخططات التهويد التي تستهدف القدس الشريف٬ داعيا المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف مخططاتها التوسعية والممارسات العدوانية المتصاعدة في حق المقدسيين. وقال جلالته: "بصفتنا رئيسا للجنة القدس٬ نواصل جهدنا لإلزام إسرائيل بالتوقف عن الانتهاكات". كما أبرز جلالة الملك الإرادة المشتركة لرفع تحديات السلام المزمنة في منطقة الشرق الأوسط٬ بفعل تمادي السلطات الإسرائيلية في انتهاك معالم القدس الشريف٬ وذلك في خرق سافر لأحكام القانون الدولي٬ وخاصة ما يحدث بباب المغاربة٬ هذا إلى جانب طمس معالم المدينة الشريفة مما يعمق الهوة بين الأطراف المعنية بالحوار٬ ويدفع نحو مزيد من التوتر والاحتقان. وأكدت الرسالة الملكية أن "لا أمن ولا سلم بدون دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف". ويروم هذا المؤتمر الدولي٬ الذي يدوم يومين بمشاركة أكثر من 350 شخصية عربية ودولية تمثل نحو 70 دولة٬ بالإضافة إلى خبراء وباحثين ومؤرخين وقانونيين عرب وأجانب ينتمون لكافة الأديان السماوية٬ وضع مدينة القدس في صلب الاهتمام الإقليمي والدولي جراء الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة التي تتعرض لها. ويبحث هذا اللقاء٬ التحولات الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية خصوصا دول المواجهة مع إسرائيل (مصر وسورية) وقضية القدس والانتهاكات الإسرائيلية التي تتعرض لها٬ فضلا عن الحقائق التاريخية والجوانب القانونية حول مدينة القدس٬ ودور المجتمع المدني في الدفاع عن هذه المدينة وحمايتها.