ليست المرة الأولى التي يتطرق فيها السيد "بريسول" رئيس المجلس العلمي لمدينة الناظور إلى موضوع النظافة، من منبر رسول الله. وهذا ما أشار إليه في خطبته اليوم الجمعة 11 نونبر الجاري، متحدثا عن أهمية النظافة التي شدد عليها ديننا الحنيف وخصوصا في يوم العيد، هذا اليوم الذي عرفت فيه مدينة الناظور تراكما مهولا للأزبال وجلود الأضاحي ومحتويات أمعائها في مختلف الأحياء والشوارع، حتى بات مظهر المدينة كحاوية أزبال ضخمة تنبعث منها الروائح لتصل إلى المدن المجاورة. السيد "بريسول" رمى المسئولية بجلها على عاتق المواطنين، والذي أظهر من خلال حديثه أنهم الملامون من الدرجة الأولى، وبدت كافة ميزان تقديره مائلة لصالح المسئولين الذين لم ينالوا نصيبهم من التأنيب الذي وجهه إلى عموم المصلين. فقد نسي السيد "بريسول" وهو واقف على أشرف منبر عرفته البشرية، أن يقول كلمة الحق وهو ملزم بها، وأن يذكر المسئولين المحليين بمسئوليتهم وبتجاوزاتهم وبالحساب يوم القيامة، بمحاسبتهم عن الاستهتار بالمواطنين وتقصيرهم في أداء واجبهم تجاه وطنهم وخدمة المواطن المغلوب على أمره. كما لم يأتي على لسان السيد "بريسول" قط في هذه الخطبة ولا في الخطب التي ألقاها سالفا بخصوص تدبير النفايات في المدينة، أي كلمة لأي مسئول محلي، حول تلاعبهم بملف النظافة، ويصب معظم غضبه على المواطن الذي يطلب منه أن يحتفظ بنفاياته في بهو منزله لمدة أسبوع أو تزيد بعض الأحيان.4 وهذا ما يضبب معرفة الدور الرئيسي لخطباء الجمعة. هل علمهم وحكمهم يوجهان للمواطنين فقط دون المسئولين؟ أم المراد من وضعهم فوق المنابر أن يخدموا مصالح جانب دون الآخر. لا أضرب بكلامي هذا في خطبائنا الأجلاء، فلهم فائق تقديري واحترامي لكونهم خلفاء رسولنا الكريم. بل أقف فقط وقفة قصيرة لبعض ما أخرج به في جعبتي من خطبة يوم الجمعة، وأجد أحيانا أني لم أزد في إيماني أو معرفتي شيئا بعدها. وهذا ربما إشارة إلى نقص الأمانة التي يجب أن يكون عليها بعض خطبائنا الأجلاء، الذين يلقون خطبا سياسية أكثر مما يجب أن تكون دينية واجتماعية