بينما كنت أتابع بالامس مباراة فى كرة القدم بين فريق ريال مدريد الاسباني ونظيره أجاكس أمستردام الهولندي ، لفت نظرى وأنا أتابع مجريات اللعب حديث المعلق الرياضي مع ظيفه حول اللاعب منير الحمداوي (الغائب/الحاضر) ... إستيقظ الماضي القريب داخلي... وفي لحظة، عادت ذاكرتي موسما كاملا إلى الوراء....الى ملف صدرت عنه ما لا يحصى من الكتابات والمقالات عبرالعالم...الى ملف لم يُغلق ...بعد!. "غضبة" فرانك دي بور. بعد جدل كبير و مسلسل طويل دام ما يناهز السنة يبدو أن الدولي المغربي منير الحمداوي لازالت تلاحقه " غضبة" فرانك دي بور مدرب نادي الاجاكس الهولندي . فرغم مجموعة من المفاوضات بين نوادي مختلفة من أجل ضم هذا اللاعب الى نواديها لم تتوصل هذه الأطراف إلى إتفاق رغم رغبة المسؤولين عن أجاكس في التخلص من هدافهم الموسم الماضي نظرا لإرتفاع أجره. ثقة وإنقاذ وفخرالانتماء منير الحمداوي هذا اللاعب الحديث في صفوف نادي اجاكس امستردام الهولندي,هذا اللاعب الذي سبق لنادي "افسي برشلونة" الاسباني ان عرض في السنوات القليلة الماضية على مسؤولي نادي ألكمار اكثر من -20 مليون اورو- كعرض مبدئي لضمه الى النادي الكاتلاتي, هذا اللاعب الذي كان فخورا ل إرتداء قميص النادي الهولندي اجاكس وفخورا ان يلعب لهذا النادي صحبة بعض الأصدقاء القدامى مثل المدرب مارتن يول والذي يعتبر من أحدى أسباب أإنتقاله لنادي أجاكس , والذي عمل معه في نادي توتنهام وكذلك الاعب ديمي دي سيوالذي لعب معه في ناديه السابق آزِد الكمار . مسؤولي نادي أجاكس رأو فيه حينذاك المنقذ للفريق خاصة بعد التتائج المخيبة التي كان يحصدها الفريق...فقيل حينذاك :" من الممكن ان يجعل اجاكس افضل " فوقعوا معه عقدا يمتد لأربع سنوات (إلى غاية عام 2014 ) خاصة وانه أبان مع فريقه (السابق) ألكمار أنه لاعب قوي ذو مهارات فردية رائعة وعالية يتمتع بالسرعة والقوة والشجاعة,لاعب شاب لديه سيطرة كبيرة على الكرة و يؤمن بأنه قادر على القيام بأي شئ في الكرة. وهذه الثقة جعلته يحقق 48 هدفا في 81 مباراة في الدوري منذ و وصوله الى نادي الكمار من موسم 2007/08 . افضل لاعب في هولندا كان أول ظهور لهذا اللاعب المتميز جداً في عام 2005 مع نادي توتنهام الإنجليزي ورغم انه فشل في مساعدة هذا النادي في الدوري الممتاز خلال فترة وجوده في إنجلترا وقضى بالتالي فترته التالية على سبيل الاعارة في الدرجة الثانية مع نادي ديربي كاونتي إلا أنه كان يلفت انتباه الكثير من متتبعيه ومنهم المدرب مارتن يول. وأبان بعد ذلك على مهارات وقدرات عالية جدا وقدم بالتالي مستوى أكثر نجاحاً في موسم 2008/09 حين قاد الدوري الهولندي برصيد 23 هدف وفاز باللقب مع نادي الكمار واختير في نفس الموسم كافضل لاعب في هولندا . إهانة من نوع خاص. ومع رحيل وخروج المدرب السابق لأجاكس أمستردام مارتن يول متجها إلى نادي فولهام الانكليزي خرج منير الحمداوي من حسابات مدرب أجاكس الجديد فرانك دي بور. وعمت اللامبالاة من قبله الشيء الذي أفرز بالتالي وضعا غريبا جعل وضعية أفضل لاعب في هولندا و هدافها الاول تتأزم أكثر مع الفريق خاصة ان هذا الوضع سيستمر طويلا على الاقل إلى غاية يناير المقبل خاصة وان المدرب دي بور قد وضع الحمداوي على كشوفات الفريق لكأس أوربا ما يعني انه سيكون مرغما على التعامل معه عن قرب على الاقل إلى غاية أن يُفتح باب الإنتقالات من جديد. اما الحمداوي من جهته فيبدوا أن عزيمته لا زالت قوية لم تُقهر مصرا بعزمه هذا وصبره أن يُدفِع الاجاكس ثمن طريقتها الفجة في التعامل معه...خاصة انه أُجبر على التدريب مع الفريق الثاني لاجاكس.إظافة الى ان المدرب دي بور يبدوا وانه لا زال مصرا على" إهانة" هذا اللاعب العملاق حيث ان آخر ما صرح به أنه تحدث مع لاعبي الفريق مع بداية الموسم وحسم الامر نهائيا , بل وأغلق الملف تماما حسب قوله. لم يعد لمنير(إذن) كما لزميله العيساتي الذي يقاسمه التداريب مع الفريق الثاني كما كرسي البدلاء سوى التحدي والتداريب من اجل الحفاض على مستواهم وإن كان ذالك صحبة الفريق الثاني شباب أجاكس. ليبقى السؤال العالق دائما : أي لوبي يتحكم في هذا الفريق ليصدر قرار إرسال لاعب من قيمة منير الحمداوي الى منصة البدلاء أو الى الفريق الرديف / الثاني ؟ على هامش ملف لم يُغلق ...بعد تذكرت وأنا أختم بهذا التساؤل موقفا طريفا تعرضت له قبل ايام قليلة وانا أتابع مباراة في كرة القدم لفريق أجاكس...أثناء المباراة وبعد محاولات كثيرة للتهديف باءت كلها بالفشل قلت لزميل كان يجلس بجانبي : ألا تلاحظ معي ان أجاكس يفتقد الى منير الحمداوي ؟ قال: بالفعل كان على المدرب إشراكه هذا الموسم بدل التعنت . قاطعه احد الجالسين جنبنا قائلا : " أَ... لِيُقَبِّل كفيه... ؟!!" على الرغم من سماعي ما قاله , إلا أنني لم أعر في بادء الأمر لحديثه أيّ اهتمام ...و لكن بعد ذلك أحسست وكاني أصبحت أمتلىء غضباً . حين سمعته يعيد نفس الجملة بنبرة استفزاوية واضحة وقد أشتدت وتيرة غضبه, فأحسست أن لغضبه سبب .. سبب خفي في أعماق نفسه , لم أنتظر طويلا. سألت صديقي جانبي : ماذا به , أُحس وكأنه غاضب في حديثه...؟ قال: اتعرف لماذا لا يحب(بعض) جمهور أجاكس الحمداوي ؟ قلت : ومن عرَّفني , ثم ما دخل جمهور أجاكس بما نحن بصدده الآن , فأنا هنا فقط لأستمتع بالمباراة ...؟ إقترب مني وهمس في أذني : إنه لا يحب الحمداوي لانه يشكر الله بعد كل هدف وبطريقة مكشوفة تستفزهم (إشارة الى حركية رفع الكفين الى السماء وتقبيلهما بعد ذلك ). حينها فقط أدركت ما كان يقصده ب:" ليُقَبِّل كفيه...!!" إنه الزمن لا يزال يمارس ألاعيبه علينا, نظرت الى الرجل بجانبي ونظرت إلى الساعة أدركت أن صافرة نهاية المباراة كانت تقترب, فقررت أن أنهي ما تبقى من الوقت بمقهى النادي فقمت على عجل لأنفذ الفكرة التي ومضت في رأسي ,فانطلقت أسير .. والسؤال إياه لا زال عالقا : أي لوبي يتحكم في هذا الفريق ليصدر قرار إرسال لاعب من قيمة منير الحمداوي الى منصة البدلاء أو الى الفريق الثاني ؟ والى متى سيستمر دي بور في تعنته وإصراره على إستبعاد منير كما زميله العيساتي من مخططاته أم ان الايام القادمة خاصة بعد بعض تعثرات الفريق في الاونة الاخيرة للتربع على قمة الترتيب قد ترغمه على إعادة حساباته وإشراكه على الاقل في التمارين الإعتيادية للفريق الاول في انتظار الاستفادة من خدمات منير في التهديف كما من العيساتي بتمريراته المركزة في المقابلات القادمة .؟ هي أمور تدفع بالكثير من متتبعي ملف الحمداوي لطرح مثل هذه التساؤلات والتكهنات، ولكن تبقى الحقيقة غائبة حتى إشعار آخر قد تحمله ( حتما) الأيام القليلة القادمة . تحية و...هدية.. أجمل أهداف الحمداوي.