بعد أن نشرت أسبوعية " لوجورنال" رسما كاريكاتوريا للوزير خالد الناصري وهو في الحج، قامت القيامة في الساحة الإعلامية ، على اعتبار أن الكاريكاتير يصور الوزير خالد الناصري وهو يرجم من طرف مجموعة من الحجاج، ما جعل بعض الصحفيين يغتنموا الفرصة للتقرب من الوزير و نيل رضاه و بركته عن طريق إعلان الحرب على صاحب الرسم "خالد كدار " وعلى الأسبوعية التي نشرت الرسم. إن هذا الكاريكاتير الذي أحدث ضجة إعلامية لبريء من كل ما نسب إليه، فالكل يعرف بأن السيد الناصري ينتمي لحزب شيوعي ، وهو حزب التقدم و الاشتراكية ، يتميز بأيديولوجيا تتعارض مع الإسلام كدين سماوي ، بل أكثر من ذلك.. فحتى عندما تضامن الحزب مع الحاج الناصري نعته بالرفيق.. وكلمة رفيق لها حمولة سياسية تحيل على إيديولوجيا معينة مصوّرة في الفكر الماركسي اللينيني، وهكذا عندما نقول "الرفاق" نقصد أولائك الحاملين للفكر الماركسي اللينيني بالأصل، وهنا لا نطعن في عقيدة أي أحد بقدر ما نتحدث عن توجه إيديولوجي صرف. كما أن الحج، بغض النظر عن كونه فرضا من فروض الإسلام الخمس، بدلالته الرمزية المميزة للإسلام عن باقي الأديان الأخرى، لا يقبل أن سكون محلاّ لوجود قول برفيق في الحج، فهذا يعني أن هناك تضاربا إيديولوجيا بين منظومتين متضادّتين؛ الفكر الماركسي اللينيني كإيديولوجيا، و الإسلام كدين، وهذا ما حاول الكاريكاتوريست خالد كدار تجسيده في الرسم الكاريكاتير الذي لا يطعن في عقيدة الحاج الناصري بقدر مايجسد التعارض بين الإسلام و الشيوعية . والغريب في الأمر أن بعض الجرائد اعتبرت أن زيارة الوزير خالد الناصري للحج هي بمثابة "عبادة بالنيابة".. أي نيابة عن أمير المؤمنين، وهذه هي الفتوى التي يراد من وراءها إقحام جلالة الملك كطرف في القضية لإعطائها بعدا مقدسا.. حيث إن هؤلاء الصحفيين، بعد أن فشلوا في إثبات ذاتهم من خلال مقالاتهم التافهة لافتقادهم للمهنية في العمل الصحفي، أصبحوا عبارة عن جماعة من المرتزقة وكلابا تنبح فقط من أجل لفت انتباه المخزن ليعطف عليهم و يمدهم بكسرة خبز. إن العمل الصحفي مهنة شريفة و مقدسة ، ومن العار تبخيسها مقابل حفنة من الدراهم التي لا تشبع و لا تسمن، كما أن الصحافة في الأصل مبنية على حرية الرأي ، وعندما نخضعها للرقابة تفقد قيمتها الرمزية كسلطة رابعة، ولهذا فإن الذين لا يؤمنون بحرية الفكر ويشتغلون في ميدان الصحافة فعليهم أن يغيروا المهنة احتراما للقراء.