لم يسمح حراس الأمن الخاص للمركّب الدولي للشباب والطفولة لأفراد من شبيبة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من ولوج فضائه، وهو المنع الذي تمّ بتعليمات من قياديين داخل الحزب على هامش انعقاد الدورة الثانية للمجلس الوطني المعتبر بمثابة برلمان للتنظيم السياسي بعضوية مئات المنتسبين للحزب على امتداد الوطن. وقد عرفت البوابة الرئيسة للمركّب الواقع في النفوذ الترابي لدرك بوزنيقة، إقليم بن سليمان، احتكاكات بدنية بين ثلّة من أفراد الشبيبة الموازية للتنظيم الحزبي المذكور وأفراد الحرس الخاصّ الذين رابطوا أمام كافة المداخل المودية إلى فضائه الدّاخلي، ما جعل الممنوعين، الذين ينتسبون للتيّار المطالب بالانسحاب من الحكومة والعودة إلى المعارضة، يرفعون شعارات داعية لتبنّي خيارهم. "الانسحاب من حكومة الذّئاب" و "سوى اليوم سوى غدّا.. المعارضة ولاّ بدّ"، شعاران من بين الشعارات التي عمل المحتجّون على رفعها احتجاجا على استمرار حزب الاتّحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في التواجد ضمن الحكومة رغم الانتقادات الدّاخلية الدّاعية إلى العودة إلى المُعارضة، وهو النداء الذي ما فتئ يتبلور منذ تحقيق تراجعات انتخابية من لدن الحزب ضمن الاستحقاقات الأخيرة. وفي قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء أفيد أنّ المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية واصل اليوم الأحد، أشغال دورته الثانية التي انطلقت السبت ببوزنيقة، حيث أوضح عبد الحميد اجماهري، عضو المكتب السياسي للحزب، في تصريح لنفس الوكالةء، بأن الدورة الحالية تناقش، علاوة على مسألة مشاركة الحزب في الحكومة، مجموعة من القضايا تتعلق بالتحالفات، وبصفة خاصة في إطار الكتلة الديمقراطية، وتقييم المسلسل الانتخابي الأخير والتحضير للانتخابات المرتقبة في 2012، وأضاف أن هذه الدورة ستنكب أيضا على تقييم تجربة الإنتقال الديمقراطي والعديد من القضايا التي سبق الحسم فيها في المؤتمرات الوطنية الأخيرة للحزب. وتميزت جلسة السبت بالكلمة التي ألقاها عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول للحزب، والتي تطرق فيها لعدد من القضايا تتعلق بالشأن الداخلي وبالحياة السياسية الوطنية، مؤكدا في هذا الصدد حرص المكتب السياسي للحزب على تقديم الأجوبة السياسية والتنظيمية التي تقتضيها المرحلة، وأضاف أن الأوراش الإصلاحية التي يعرفها المغرب حاليا، تقتضي "ضرورة أن يكون الحزب في مركز القرار، بنسبيته ومحدوديته، والعمل من خلال هذا الموقع على برمجة هذه الإصلاحات بالمشاركة المباشرة في وضعها وتوجيهها والإسراع بإنجازها"، كما أكد على ضرورة دخول الحزب في دينامية إصلاح القوانين الانتخابية ونمط الاقتراع وقانون الأحزاب مع إعطاء الأولية لنظام الانتخابات المباشرة ومحاربة الترحال الحزبي. وفي معرض تطرقه للوحدة الترابية للمملكة، شدد الراضي على سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، واعتبر الحكم الذاتي منهجا ديمقراطيا لحل النزاع المصطنع حول الصحراء، منوها في الوقت ذاته باعتماد جهوية موسعة، ومشيدا بمضامين الخطب التي ألقاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش وافتتاح الدورة التشريعية الحالية، والذكرى الرابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء، واستنكر، في السياق ذاته، خطة التأزيم التي تنهجها الجزائر و "البوليساريو"، والرامية إلى نسف المسلسل التفاوضي الذي ترعاه الأممالمتحدة.