لقد تطرقت في عمود من أعمدتي على صفحات موقع ناظوري آخر لموضوع الوطنية وعلاقتها بالتملق خصوصا بمنطقتنا الريفية العزيزة علينا ثم إنتشارا إلى باقي الوطن المغربي طبعا لأننا جزء لايتجزأ من المغرب، وقد إتهمت القافلة الصحافة المحلية بانعدام الوطنية، وذلك فقط لأنها لم تنخرط بشكل عفوي ومجاني في القافلة، ذلك أن الصحافة ليس لها شغل إلا القافلة تتبعها مجانا، هنا يحضرني سؤال وهو من سيعيل عائلات هؤلاء الصحافيين طيلة أسبوع من الترحال نحو الصحراء، هل هي الوطنية؟ أم لجنة القافلة؟ الوطنية هي بالدرجة الأولى إعالة الأبناء وتربية الأجيال وليس الترحال إلى أراض مغربية بالأساس ومؤخرا وخلال مجموعة من الندوات التي عقدتها اللجنة الميسرة والمنظمة لما يسمى بقافلة الوحدة الوطنية من الناظور إلى السمارة، والتي لم نلمس فيها لا وطنية ولاشيء سوى الكثير من التملق والتمعش نعم التمعش (مرادف للتطفل المادي) على حساب جيوب أبناء الناظور إذا تقفينا أثر القافلة طبعا نجد أن المشاركون فيها قد قاموا برحلة من الناظور إلى السمارة على حساب جيوب أبناء الناظور، وذلك دون ذكر الأموال التي إنطلقت بها القافلة من الناظور والتي عادت وفي حوزتها مبلغ كبير من المال نظرا لتحمل كل العمالات والمدن التي حلوا بها لمصاريف إقامتهم حسب معلوماتنا المتواضعة ومن جانب آخر فإن مجموعة من المشاركين في القافلة حاولوا بصيغة أو بأخرى إستثمار هذه القافلة في إطار مشاريع سياسية حزبية كان من أهمها حزب التراكتور ومجموعة من الأحزاب اليسارية المغربية، إلا أن المحاولة باءت بالفشل نظرا لليقظة السياسية الناظورية بالخصوص ومن جانب أهداف القافلة فالقافلة لم تحقق أي هدف من ناحية ما خصوصا منها السياسية، ونحن اليوم لم نرى أن الصحراء قد سوي نزاعها، ولم نرى أي شيء ملموس قد حققته القافلة خصوصا وأننا المغاربة جميعا ماظزلنا نطعم نؤدي مستحقات ساكنة الصحراء في كل شيء ومن زاوية المواطنة فإن اللجنة المنظمة والمسيرة للقافلة كررت بشكل (باسل) قضية تنظيم القافلة من أجل التعبير عن وطنية أبناء الريف في بعض الأحيان وأبناء الناظور في أحيان أخرى، إلا أن السؤال هو أنه هل أبناء الريف والناظور يحتاجون هذه الشرذمة المنظمة للقافلة من أججل التعبير عن وطنيتهم، إن الوطنية في القلوب وليست في الأفعال، ونحن نعرف أن الوطنية كرسها أجدادنا الريفيون فما كان لهم أو لنا من ورائها إلا التهميش والقمع والنسيان، وإن كانت هذه هي نتائج الوطنية الحقة فنحن لسنا بحاجة إليها، أما إن كانت الوطنية هي تنظيم القوافل والرحلات داخل المغرب فنحن مستعدون للقيام بالرحلات. وأقول لمنظمي القافلة بالحرف إن كنتم قمتم برحلة إلى الصحراء للتعبير عن وطنية الريفيين فالريفيون قد عبروا عنها بالدفاع عن أرضهم وإسترجاعها من أيدي الإسبان، وإن قمتم برحلة إلى الصحراء فإعلموا أنكم كرستم الطرح المؤيد لإنفصالية الصحراء لأن الصحراء مغربية ولو كانت غير ذلك لما دخلتموها وإعلموا أنه لو لم يكن إسم الريف والناظور الذي يحترمه جميع الصحراويون لكنتم في خبر كان مع إندلاع أحداث العيون، لأن أحداث العيون إندلعت بأقل من ثلاث ساعات على خروج قافلة الناظور من مدينة العيون، وإفهم يا الفاهم؟