تعيش منطقة الحسيمة في الآونة الأخيرة على إيقاع احتدام أزمة اجتماعية متواصلة ومتداخلة الأبعاد ، وذلك نتيجة الارتفاع المهول في تكاليف المعيشة ، وضعف كتلة الأجور للأغلبية الساحقة من الشغيلة والمستخدمين ، وانسداد آفاق العمل في وجه المعطلين من حملة الشواهد العليا و سائر الطبقات الشعبية الدنيا ، وذلك في ارتباط مع الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت ترخي بتبعاتها على الدول المحيطة، مما ينعكس سلبا على القدرة الشرائية للمواطنين، الأمر الذي يتطلب تكاثف الجهود وتدخلا حاسما للدولة من أجل معالجة الوضع. وفي خضم هذا السياق بادرت شبكة جمعيات أحياء مدينة الحسيمة بتنسيق مع إطارات مدنية ونسائية بالإقليم إلى دعوة سكان المدينة للحضور في المهرجان الخطابي المرفوق بالوقفة الاحتجاجية، والذي تم تنظيمه مساء يوم الجمعة 20 نونبر 2009 أمام إدارة المكتب الوطني للكهرباء بالحسيمة، وقد تقرر هذا الشكل الاحتجاجي إثر الزيادات المتفاقمة التي عرفتها فواتير الماء والكهرباء، والتي لم يشهد لها سكان المدينة مثيلا فيما مضى من الأيام، مما جعلهم يتواجدون بكثافة في مكان الاحتجاج كتعبير منهم عن استنكارهم الشديد لهذه الزيادات غير المبررة. ويبادرون في الوقت ذاته إلى الانتظام والانخراط في جميع الأشكال النضالية التي تدعو إليها الجمعيات المدنية وعلى رأسها الشبكة والجمعيات المنسقة معها، خاصة وأن هذا الارتفاع الصاروخي في تواصيل الاستهلاك جاء والسكان يعيشون أجواء عيد الأضحى المبارك الذي يستلزم مصاريف استثنائية، مما يمنح الحق لتكتلنا الجمعوي المحتج في التنديد بمثل هذه المسلكيات، وشجب كل تغافل لا يراعي الظروف الزمنية والاكراهات المادية للمواطنين. وعليه، فإن الشبكة والجمعيات المنسقة معها، تؤكد على ما يلي: * إجراء حوار جاد وعاجل من طرف المسؤولين مع الشبكة والجمعيات المنسقة. * أن يكون الأداء شهريا فيما يتعلق بالماء والكهرباء على حد سواء. * عدم تكرار ما جرى بخصوص هذه الزيادات في المحطات القادمة. * ضرورة معالجة بعض الأخطاء الإدارية والمهنية المتعلقة بالماء والكهرباء. * التفكير في طريقة مرنة ومتدرجة للتعامل مع هذه المعضلة الاجتماعية الخانقة، وأن تؤخذ بعين الاعتبار كل الاقتراحات الهامة للجمعيات المدنية في الموضوع. * نحمل كامل المسؤولية للقائمين على قطاعي الماء والكهرباء فيما ستؤول إليه أوضاع المواطنين من التردي، وتحذيرهم من مغبة الاستهانة بالمتطلبات والظروف المزرية للساكنة، وما سينجم عن ذلك من تداعيات سلبية ومؤثرة. * وأن الشبكة ستتابع عن كثب هذا المشكل، وبالتالي سوف تكون مضطرة إلى التدخل في كل مرة وحين، سواء للتفاوض مع السلطات وطرح المطالب العاجلة ذات الصلة بالمصلحة العامة للسكان، أو من أجل ابتداع أشكال نضالية أخرى أكثر حدة وراهنية، في حالة عدم الاستجابة لمطالب الشبكة العادلة والمشروعة.