ان الحياة اليومية التي يعيشها كل فرد تعتبر واقعا نلمس فيه اشياءً ونستعملها،في حين ان الخيال حياة داخلية يعيشها المرء دون ان يلمس الأشياء في مخيلته الواقع هي تلك اللحظات التي نعيشها بشكل يومي،نلمس فيه أشياء عدة ونحس بها،ونتحكم في الاشياء على حسب هوانا،ونصنع ونبدع ونتفنن فيما سُخِّرَ لنا في هذه الحياة في حين ان الخيال مجال واسع وغير محدود،نبتكر حياة وهمية ونعيشها،غالبا ما نجد ما افتقدناه في واقعنا،تلك اللحظات التي نرسمها قد نترجمها الى الواقع وقد لا تمتها بصلة.لكن ذلك المجال نجد فيه النشوة والسعادة وكل ما نحتاجه لراحتنا،نمثل فيه ادواراً عديدة ونتقنها،نستغل الفسحة الخيالية لنذهب بعيدين كل البعد عن الواقع المر،نحاول ان نمحوا الشريط اليومي الذي نعيشه بشكل حتمي ونغيره بالوهم الخيالي لكن رغم اعتقادنا ان الواقع والخيال يختلفان،الا انهما يكملان بعضهما البعض،فحين نخطط لأمر ما في المستقبل الواقعي،نفتح مخيلتنا ونعيش المستقبل الواقعي الخيالي لكي نحدد الصورة الواقعية،فمثلا : فتاة او فتى مقبلين على الزواج،والزفاف على بعد سنة،وكما نعلم جميعا ان حفلة الزفاف يتطلب تخطيطاً قبل الشروع للتطبيق،اذاً,العروسين قبل ان يعيشا زواجا واقعيا يتوجب عليهما ان يخوضا زواجا خياليا ليتضحا ما سيلزمهما من ترتيبات لتلك الحفلة لأنهما قد اكتسبا خبرة من التجربة الخيالية،وبذلك تم التخطيط في الخيال والتطبيق على الواقع ان العلاقات الاجتماعية التي تربطنا،تجبرنا على ان نعيش الواقع والخيال في آن واحد،فالتواصل بين فردين او اكثر على الواقع يربطهما نفس التواصل في الخيال،فكل حوار الا ويكون أحيانا فهمه صعبا ما،وحين نفتقد للشرح الواقعي نلتجأ للشرح الخيالي،فالأمثلة متعددة نأخذ على سبيله : حين يقوم الأستاذ بشرح معادلة فيزيائية او علاقة رياضية او نص أدبي او...غالبا ما يفتقد لأمثلة واقعية ليصل إلى قصده،فينتقل بمعية تلاميذته الى عالم الخيال ليتمم شرحه الدقيق،من ثم تصل الرسالة للتلاميذ بشكل أوضح،لذلك فالاستاذ دائما في شرحه يوظف كلمة " تَخَيّل " اذن انطلاقا مما اسلفت فيه السرد،يمكن ان نستنتج ان الواقع لا تكتمل واقعيته الا بالخيال