"امرأة شابة، جميلة وأجنبية"، بهذه الكلمات، ُوصفت خديجة عريب في العام 1998، عندما أصبحت لأول مرة نائبة برلمانية عن حزب العمل. ولا تزال خديجة منذ ذلك الحين، بالبرلمان الهولندي وتعتبر في هذا الموسم البرلماني الجديد واحدة من قلة لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة، التي احتلت مقعدا بالبرلمان الهولندي طيلة هذه السنين. وبالمغرب ذكر اسمها مؤخرا مرارا وتكرارا كنموذج للمرأة المغربية الناجحة. نفس الحقائب "لان قامتي قصيرة"، تقول خديجة ضاحكة، "يعتقد البعض انه من السهل التغلب علي، ولكن بالمنقاشات البرلمانية أتغلب عليهم، سيما إذا غضبت، فاني أكون حادة وصارمة جدا". وهكذا تحظى خديجة باحترام متميز من طرف زملائها. قدمت خديجة عريب (المولودة في أكتوبر 1960) إلى هولندا عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها. درست علم الاجتماع في أمستردام، وكانت من مؤسسات اتحاد النساء المغربيات في هولندا، وتنقلت بين مناصب مختلفة قبل ان تصبح برلمانية في العام 1998، وذلك بهدف مبدئي كما تقول: "دخلت عالم السياسة لان أمورا كثيرة لا تعجبني، تضايقني، وارى أنها يجب ان تتغير. الآن كبرلمانية، لا زلت احتفظ دائما بنفس الحقائب التي أردتها للتغيير من الوضع". وهكذا فاهتمامات خديجة السياسية لا تزال متعلقة بقطاع الصحة سيما الرعاية الصحية للنساء المغربيات والتركيات. "من الإحصائيات، تبين ان الوفاة أثناء الولادة مرتفعة بنسبة تفوق الضعف لدى الأطفال المغاربة مقارنة بالأطفال الهولنديين. وبالتعاون من وزير الصحة آب كلينك، نجحت في تحقيق ان تحظى المرأة الحامل بزيارة طبية بالبيت وأيضا ببحث الظروف التي يلدن فيها، وان تخصص القابلات وقتا أطول مما كان متاحا لتقديم المساعدة اللازمة". نساء منسيات إلى جانب هذا، اهتمت عريب بمعضلة النساء اللواتي يختفين بعد العطلة الصيفية، وهن المغربيات والتركيات اللواتي يتركن لمصيرهن بالبلد الأصلي، من طرف أزواجهن، بعد العطلة الصيفية. "في الماضي، لم تكن السفارات تهتم بهؤلاء النساء إذا لم ينجحن في تقديم برهان يدل على أنهن كن حقا يعشن بهولندا، إذ يستولي الزوج على جواز السفر، في الوقت الذي لا تجيد فيه المرأة الحديث باللغة الهولندية. لقد نجحنا في ان نجد حلا لهذه المسألة وتم تخصيص موظفين يستقبلون لمثل هؤلاء النساء في السفارات الهولندية بالمغرب وتركيا. هؤلاء حين يتأكدون من ان المرأة التي أمامهم كانت تعيش حقا في هولندا، يساعدونها على العودة إلى هولندا ويخصصون لها هناك محاميا لتسوية أوضاعها من جديد". غير انه تجدر الإشارة ان كثيرا من النساء لم يعدن بعد، لسبب أو لآخر، ولكن بالتأكيد لأنهن لم يتمكن بعد من الوصول إلى السفارة لطلب المساعدة، فالسفارة لا تبحث عنهن، ولكن تقدم لهن المساعدة إذا جئنها قاصدات لتلك المساعدة. نموذج في هولندا، تعتبر خديجة نموذجا لعدد من الفتيات اليانعات، تدعوهن أحيانا لزيارتها بالبرلمان، وتتيح لبعضهن فرصة التدريب، "ويسعدن بذلك للغاية". لا تحبذ خديجة ان تكون نموذجا، لكنها كثيرا ما تواجه بهذه المهمة، وتستسلم قائلة: "الفتيات المغربيات في هولندا بحاجة كبيرة إلى نموذج يجدن فيه أنفسهن. إنهن يطمحن إلى آفاق أخرى وليس ليصبحن نساء تقليديات. تصور المرأة المغربية في الإعلام هنا كما لو كانت بائسة، وكان هذا هو الدافع بالأساس الذي جعلني افتح أحضاني لهؤلاء الفتيات". المغربية في الخليج قبل أسابيع، سبب فيلم كرتوني كويتي هزة عنيفة بالمغرب، حيث صورت المرأة المغربية في الفيلم كما لو ليست سوى عاهرة ومشعوذة. وهذه الصورة النمطية عن المراة المغربية في الخليج، والتي تنشرها وسائل الإعلام، من مقالات نسائية سطحية لفيلم كرتوني، تسبب الغثيان للمرأة المغربية في كل مكان، وعن ذلك تقول خديجة عريب: "يعود السبب في ذلك إلى كون النساء المغربيات متحررات أكثر من أي امرأة في مكان آخر بالعالم العربي، كما ان المرأة المغربية تجاوزت قريناتها العربيات بآلاف المرات في تحسين أوضاعها. المرأة المغربية ظاهرة للعيان، أنشط من غيرها، ولها مكان بالمجتمع. غير أني أعود وأقول في نفس الوقت، الفقر هو اكبر مشكلة تواجه بعض الفتيات المغربيات، فيقعن ضحية في يد تجار البشر، ويجدن أنفسهن بعالم الدعارة. آن الأوان لان تقوم الحكومة المغربية بفعل ما يغير هذا الوضع". ميشيل هوبنك وكريمة ادريسي اذاعة هولاندا العالمية