قدمت القوات الملكية الجوية المغربية حصيلة تدخل طائرات "كنادير"، في إخماد الحريق الذي اندلع السبت الماضي بغابة سوكنا في الجماعتين الترابيتين الدردارة وتنقوب بشفشاون، الذي دام خمسة أيام متواصلة. طائرات "كنادير "كان الفضل في اقتنائها إلى الرؤية الاستباقية للملك محمد السادس، قبل عشر سنوات؛ فيما أمر بتعزيز الأسطول بثلاث أخرى من المرتقب أن يبدأ المغرب في تسلمها انطلاقا من السنة المقبلة. وحسب ما أعلنه اليوتنان كولونيل عبد السلام الجوطي، ربان ومدرب على طائرة "كنادير"، فقد تدخلت القوات الملكية الجوية للمساهمة في إخماد الحريق باستخدام أربع طائرات كنادير من نوع CL415، قائلا ضمن تصريح لهسبريس: "كانت أولويتنا تأمين الساكنة وممتلكاتهم، إذ قام الفريق بمجهودات جبارة لمدة خمسة أيام". وقامت الطائرات الأربع بما مجموعه 310 عمليات إسقاط، أي ما يعادل 1860 طنا من المياه، إذ تم ملء الطائرات حينها من سد واد المخازن باعتباره النقطة الأقرب إلى مكان الحريق وكانت العملية تتم بسرعة فائقة وبالتناوب من أجل العودة إلى مكان الحريق. وأكد الجوطي في التصريح ذاته أنه لم تسجل أية خسائر سواء في أرواح الساكنة أو المتدخلين، مفيدا بأن العملية "تمت بتضافر للجهود بين مختلف الطيارين في عين المكان الذين بذلوا بمجهودات جبارة، على الرغم من الارتفاع المفرط للحرارة وسرعة الرياح وصعوبة التضاريس". وتحدث اليوتنان كولونيل عبد السلام الجوطي عن حصيلة تدخل طائرات "كنادير" خلال الموسم الحالي، مفيدا بأنها شاركت في مكافحة 15 حريقا في مختلف جهات المملكة بما يفوق 100 طلعة جوية و600 عملية إسقاط. والتهم الحريق حوالي 1100 هكتار من الغطاء الغابوي و60 في المائة من النباتات الثانوية، وإضافة إلى طائرات "كنادير" ساهم في إخماده 4 طائرات من نوع توربو تراش تابعة للدرك الملكي وطائرتان عسكريتان وأزيد من 520 عنصرا من المياه والغابات والوقاية المدنية والقوات المساعدة والقوات المسلحة. وعاشت ساكنة إقليمشفشاون أياما عصيبة بعد اندلاع حريق غابوي مهول، السبت، أتى على الأخضر واليابس، مخلفا خسائر فادحة في الغطاء الغابوي الكثيف.